الإثنين, 10 نوفمبر 2025 09:12 PM

واشنطن تعزز الهدنة في غزة بمسارات متعددة: من الإشراف على المساعدات إلى سوريا وكازاخستان

واشنطن تعزز الهدنة في غزة بمسارات متعددة: من الإشراف على المساعدات إلى سوريا وكازاخستان

بعد مرور شهر على اتفاق وقف النار في غزة، الذي يشهد انتهاكات يومية من الجانب الإسرائيلي، ورغم تجاوزه اختبارين حاسمين في 19 و29 تشرين الأول/أكتوبر، فإن الرقابة المشددة من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حالت دون انهياره الكامل أو استئناف الحرب الشاملة.

يعتبر هذا الاتفاق جزءاً من المرحلة الأولى لخطة أميركية أوسع، تتضمن مراحل متعددة تتطلب جهوداً كبيرة للانتقال إلى مرحلة ما بعد الحرب. وتشارك واشنطن في هذه الجهود مصر وقطر وتركيا، الدول الموقعة على وثيقة وقف الحرب في شرم الشيخ.

لقد تحولت الخطة الأميركية إلى ركيزة أساسية في سياسة ترامب في الشرق الأوسط، حيث تعتبر غزة نقطة انطلاق لاتفاقات إقليمية أوسع، مما يفسر المواكبة الدبلوماسية والعسكرية لوقف النار والحرص على استمراره.

يقوم "مركز التنسيق المدني-العسكري" الأميركي في كريات غات جنوب إسرائيل بدور أساسي في مراقبة وقف النار، ويضم الآن 40 ممثلاً لدول ومنظمات دولية.

تعزيزاً لهذا الدور، أعلن المركز أنه سيشرف على إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، بعد تزايد شكاوى منظمات الإغاثة من تقنين إسرائيل المتعمد لهذه المساعدات، وربط ذلك باستكمال "حماس" الإفراج عما تبقى من جثث عائدة لأسرى إسرائيليين.

إن إدخال المساعدات إلى غزة بكميات تلبي احتياجات 2.1 مليون فلسطيني يمثل جوهر خطة ترامب، وتولي الجانب الأميركي هذه المهمة من شأنه زيادة عدد الشاحنات المسموح لها بدخول القطاع. ويبقى المحك هو أن يفضي الضغط الأميركي إلى فتح معبر رفح بين غزة ومصر.

كما تدخلت واشنطن للبحث عن حل لمسألة مئات من مقاتلي "حماس" الموجودين في أنفاق خلف "الخط الأصفر" الذي انسحبت إليه إسرائيل بعد وقف النار. ولا تمانع أميركا انسحاب هؤلاء بطريقة ما إلى مناطق سيطرة الحركة.

هناك ترقب لاختراق ما بعد أنباء عن عثور "حماس" على جثة الضابط الإسرائيلي هدار غولدن في أحد أنفاق رفح. وكان رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال إيال زامير قد اقترح تأمين ممر آمن لخروج مقاتلي "حماس" من الأنفاق مقابل استعادة جثة غولدن.

يفترض أن واشنطن ليست بعيدة عن هذه العملية، على الرغم من رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والوزراء من اليمين المتطرف لهذا الاقتراح وإصرارهم على استسلام المقاتلين أو قتلهم.

بالتزامن مع التحصين الميداني لوقف النار، تسعى واشنطن لتشكيل قوة الاستقرار الدولية المؤقتة، لتكون جاهزة من الآن وحتى مطلع العام، بتفويض من مجلس الأمن.

لكي لا تبقى خطة غزة من دون روافد إقليمية، يستقبل ترامب الرئيس السوري أحمد الشرع في البيت الأبيض اليوم، مع توقعات بأن يشكل الاجتماع دفعة قوية للاتفاق الأمني السوري – الإسرائيلي، تمهيداً لانضمام سوريا إلى الاتفاقات الإبراهيمية لاحقاً.

في توقيت له دلالاته، أعلنت كازاخستان قبل أيام انضمامها إلى هذه الاتفاقات التي يعتبرها ترامب أحد أهم إنجازاته في الشرق الأوسط. ولا ينفصل عن هذه السياقات الضغط الأميركي على لبنان للمضي نحو مفاوضات مباشرة مع إسرائيل وتنفيذ قرار "حصرية السلاح".

مشاركة المقال: