افتتحت وزارة الداخلية السورية أول دائرة لاستقبال شكاوى السوريين في العاصمة دمشق اليوم، الأحد 15 من حزيران، لتلقي الشكاوى المتعلقة بأي تجاوزات قد تصدر عن عناصر الأمن والشرطة.
وافتتح المبنى خلف بناء وزارة الداخلية القديم في حي “المرجة” بحضور معاون وزير الداخلية للشؤون الشرطية، اللواء أحمد لطوف.
وقالت وزارة الداخلية عبر صفحتها في “فيسبوك” إن افتتاح دائرة الشكاوى يأتي ضمن خطة الوزارة لإنشاء أربع دوائر أخرى متخصصة في هذا المجال، سيتم افتتاحها تباعًا في محافظات حلب، اللاذقية، حمص، ودير الزور، بهدف تمكين المواطنين في مختلف المناطق من إيصال شكواهم بكل سهولة ويُسر.
وبحسب الداخلية، فإن هذه الدوائر تعنى باستقبال ومعالجة الشكاوى المُقدَّمة بحق أي عنصر أمني أو شرطي يتجاوز صلاحياته أو يخالف القانون، بما يضمن رفع المظالم وتحقيق العدالة داخل المؤسسة الأمنية.
يأتي ذلك في إطار سعي الوزارة لبناء علاقة قائمة على الثقة والاحترام المتبادل بين المواطنين ورجال الأمن والشرطة، ولتحقيق هدف حفظ كرامة المواطنين وخدمة المصلحة العامة.
ودعت الوزارة المواطنين إلى التفاعل مع هذه الدوائر وتقديم شكواهم، مؤكدةً أن جميع الشكاوى ستحظى بالمتابعة، وأن كل من يثبت تقصيره أو تجاوزه سيُحاسَب، مشيرة إلى أنها ماضية بثبات في ترسيخ مبدأ سيادة القانون، في إطار الهيكلية التنظيمية الجديدة للوزارة، وتعزيز الانضباط والرقابة الداخلية وتنظيم العمل المؤسسي.
وعلّق المتحدث الرسمي بإسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، على الافتتاح قائلًا إن “وزارة الداخلية اليوم كسرت صنمًا طالما حماهُ النظام البائد، عبر افتتاح أول فرع لاستقبال شكاوى المواطنين في مدينة دمشق”، مشيرًا إلى أنه سيتبعه افتتاح أفرع أخرى تغطي الجغرافيا السورية.
وأضاف البابا أن النظام جعل فرع الأمن وعنصر الأمن فوق مساءلة القانون، موضحًا أن وزارة الداخلية لا تقبل الإساءة للمواطنين، ولا انتهاك حقوقهم، أو امتهان كرامتهم، وأن “بابها مفتوح للجميع وكل منتسبيها تحت مساءلة القانون وسقفه”.
ويأتي ذلك بعدما أثارت حادثة مقتل امرأتين في محافظة اللاذقية خلال مطاردة بين دورية أمنية ومجموعة وصفتها وزارة الداخلية بأنها “خارجة عن القانون” موجة من التساؤلات حول ملابسات الحادثة.
الحادثة أثيرت بعد انتشار تسجيل مصور يظهر مقتل امرأة في سيارة فضية اللون في منطقة الشاطئ الأزرق، مساء 12 من حزيران الحالي.
وزارة الداخلية السورية، أصدرت بيانًا أكدت فيه فتح تحقيق مع عناصر الدورية بعد ورود بلاغ أمني عن مجموعة وصفتها بأنها “خارجة عن القانون” تستقل سيارة من نوع“هيونداي سنتافيه” فضية اللون، تقوم بعملية سلب لدراجة نارية على طريق الشاطئ الأزرق في مدينة اللاذقية.
وبحسب البيان، فإنه عند وصول الدورية إلى موقع البلاغ بادر سائق سيارة الأمن الداخلي بتشغيل الإشارات الضوئية والصوتية الرسمية، إلا أن السيارة رفضت الامتثال لأوامر التوقف ولاذت بالفرار.
وبناء عليه باشرت الدورية الأمنية بملاحقة السيارة المشتبه بها، ونظرًا لامتناعها المستمر عن التوقف، بحسب وزارة الداخلية، جرى التعامل معها بإطلاق النار بشكل مباشر لإجبارها على التوقف، ما أدى إلى توقفها وفرار شخصين مسلحين.
وعند تفتيش السيارة، تبين وجود أربع نساء بداخلها، توفيت إحداهن على الفور، في حين فارقت أخرى الحياة لاحقًا متأثرة بجروحها، كما قالت الداخلية في بيانها.
وطلب قائد الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية، عبد العزيز هلال الأحمد، المواطنين بضرورة الامتثال الفوري لأوامر الدوريات الأمنية، والتعاون التام مع العناصر بعد التأكد من الزي الرسمي والشعار المعتمد للوزارة على الآليات.