أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل السورية، هند قبوات، أن مشاركتها في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة المعني بالمرأة يمثل حدثاً تاريخياً، حيث تعتبر أول وزيرة سورية تتحدث أمام هذا المحفل منذ بداية الثورة السورية قبل أكثر من أربعة عشر عاماً، وذلك في نيويورك.
وفي كلمتها خلال الاجتماع الذي عقد في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بمناسبة الذكرى الثلاثين للمؤتمر العالمي المعني بالمرأة، صرحت قبوات: "أنا هنا حاملة أصوات النساء السوريات، وأصوات النساء في غزة والسودان واليمن".
وأضافت الوزيرة قبوات أن نساءً نازحات في إدلب أبلغنها الأسبوع الماضي أن خوفهن الأكبر ليس من الخيام، بل من غياب المدارس والعيادات، معتبرةً كلماتهن تحذيراً للجميع.
وتابعت قبوات: "أقف هنا لتكريم النساء السوريات في كل مكان، اللواتي تعرضن للاعتقال والتعذيب، واللواتي عانين من وصم المجتمع، واللواتي حملن أطفالهن خلال القصف والنزوح، وأعدن بناء بيوتهن وحولن الخيام إلى مدارس، وصنعن الكرامة من العدم. كما أحيي الأمهات اللواتي ينتظرن أخباراً عن أبنائهن وأزواجهن المفقودين، واللواتي اتخذن القرار الصعب بإرسال أبنائهن بعيداً ليعيشوا في أمان". وأكدت أن هؤلاء النساء يطالبن بمكانهن المستحق كشريكات متساويات في بناء مستقبل سوريا.
وأشارت قبوات إلى أن التعليم والصحة والخدمات الأساسية هي الطريق إلى الكرامة والتمكين، منتقدةً أن تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لسوريا لا يتجاوز 20 بالمئة، معتبرةً ذلك اختباراً لمصداقية المجتمع الدولي.
وتساءلت قبوات: "هل يمكن لسوريا أو لأي بلد أن يحقق السلام إذا استُبعدت النساء اللواتي تحملن مسؤولية العائلات طوال سنوات الحرب من المشاركة في صنع القرار؟"، مؤكدةً أن إدماج المرأة هو شرط أساسي لتحقيق الاستقرار.
واختتمت الوزيرة قبوات كلمتها بتكريم النساء السوريات في مختلف أدوارهن، من الأمهات والمربيات إلى الفنانات والصحفيات وصانعات الأفلام.
يذكر أن المؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة يعتبر من أهم المؤتمرات في مجال النضال من أجل المساواة بين الجنسين وتحسين وضع المرأة على مستوى العالم.