الأحد, 29 يونيو 2025 06:59 AM

حوار مع الشاعر العراقي هشام عبد الكريم: القصيدة حلمي الدائم واللهب الذي لا ينطفئ

شاعر عراقي متميز، يغزل من اللغة فضاءات شعرية فريدة بتقنيات رمزية واضحة، ليحول قصيدته إلى لوحة فنية آسرة. إنه الشاعر والكاتب المسرحي والأكاديمي العراقي الدكتور هشام عبد الكريم، الحاصل على دكتوراه في الفلسفة في التاريخ الإسلامي، والعضو في اتحاد الأدباء الدولي، ورئيس فرع اتحاد الأدباء الدولي في نينوى.

صدر له العديد من المجموعات الشعرية والنقدية، منها: "ليل أطول"، و"موسيقى لردم الحزن"، و"وبعد..؟!"، و"خرائط المعنى"، و"بلقيس تبحث عن سبأ"، و"اغترابات روح"، و"ربما حين يجيء"، بالإضافة إلى "نصوص مسرحية" و"أحكي لكم"، هذا بجانب اهتمامه بالمسرح وأدب الأطفال، وإعداد البرامج الثقافية.

للتعرف أكثر على عالم الشاعر هشام عبد الكريم، أجرت صحيفة "الحرية" معه الحوار التالي:

* كيف تقدم نفسك للقارئ، وهل على الشاعر أن يكون متقناً لجميع أنواع الأدب؟

** من المستحسن أن يكون الشاعر متقناً لجميع أنواع الأدب وأجناسه حتى تكون لديه مساحة لإغناء تجربته الأدبية، فضلاً عن ذلك فإن المعرفة الشمولية ستعزز إمكانياته على مستوى اللغة والمعرفة والمضامين. فأجناس الأدب ليست في معزل عن بعضها.

* إلى أي مدى تحلق من خلال قصيدتك النثرية؟ ومتى تأسرك قصيدتك؟

** نصوصي النثرية أجدها تقدم لي مساحة أكبر في التعامل مع المفردات والمضامين، ذلك لأنني أجد نفسي فيها أتعامل بحرية كاملة. في حين لا أحقق ذلك في القصيدة العمودية، وأحياناً أكتب القصيدة العمودية بكل أريحية لأنها فرضت نفسها هكذا.

* من خلال تجربتك بأدب الأطفال والمسرح، ماذا تحدثنا عن ذلك وهل للمسرح حضوره؟

** بدأت تجربتي مع أدب الأطفال مبكراً وتعززت عندما أصبحت مشرفاً في مديرية النشاط المدرسي، حيث كانت هذه الدائرة على تواصل مع التلاميذ، من هنا وجدتني أكتب للطفولة وللفتيان فكتبت الكثير من المسرحيات التي تم تقديمها على مسارح العراق وقد أصدرت كتاباً واحداً جمعت فيه ست مسرحيات وهناك كتب سأصدرها لاحقاً. وقد كان للمسرح حضوره الكبير في هذا الجانب.

* هل على الشاعر أن يكون واقعياً وما تأثير ذلك على نصك الشعري؟

** لا أظن أن الشاعر الحقيقي ولد من فراغ، جميعنا عشنا الواقع بتفاصيله ولكن دور الشاعر هنا هو ليس نقل هذا الواقع فوتوغرافياً. بل التعبير عنه وفقاً لوعيه ورؤيته الخاصة فالشعر هو إيحاء وإيقاف وصور وانزياحات وما إلى ذلك.

* أين الأنثى في عالم الشاعر هشام عبد الكريم؟ وهل تناولت قضايا المرأة في شعرك؟

** للأنثى حضورها في شعري وقد كتبت فيها متغزلاً كحبيبة وكتبت عنها كرفيقة عمل وحياة وأم وشقيقة وإبنة ومدينة اسمها الموصل. وهذا مقطع من نص بعنوان (ما لم يقله شهريار) الآن أدرك شهريار أن امرأة يمكن لها أن تتخلق في النساء اللواتي تركهن على قارعة الحلم في ليلاته المبتورة الأصابع كلها كيف لا يكون هذا وهي امرأة ولدت من سلافة الحب ونشأت في بيت الأميرات فغدت إكسير حياة؟ وكيف لا يكون هذا وهي المتأبطة كتاب البحر والسابغة العمر بأفراح أعياد وجمال؟ ستشرق الشمس بكتاب معناها الجميل وسيرسم القمر لوحة من ابتكار دهشتيهما وستطلق الحياة موسيقاها لتنتثر على طريق أيامهما القادمات وسيظل يقول لها أحبك حتى نهاية الدنيا وأحبك حتى آخر الكلمات.

* كيف ترى واقع الحراك الثقافي وخصوصاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟

** وسائل التواصل الاجتماعي سيف ذو حدين، ففي الوقت الذي قرّبت المسافات نراها أصبحت مساحة مفتوحة لكل من هب ّودب، ويبدو ذلك جلياً من خلال ما ينشر من رداءات تحت يافطة شعر أو نثر أو قصة وغيرها.

* كم أنت قريب من الكتاب الورقي وما تأثير الكتاب الإلكتروني على قارئ اليوم؟

** أنا قريب جداً من الكتاب الورقي لأنني دائماً ما أرفقه بدفتر ملاحظات أو أكتب عنه وهناك حميمية تشدني إليه. أما الكتاب الإلكتروني فقد يكون تعويضاً أحياناً عن الكتب التي لم تصل إلينا، وبات يشغل مساحة من حياة بعض القراء وحتى الأدباء.

* ما رأيك بالنقد وماذا تقدم للنص الشعري؟ وهل ثمة نقد حقيقي يخدم النص الشعري برأيك؟

** النقد وللأسف الشديد يمر بمرحلة الاخوانيات أو حتى الارتزاق، فقد نجد أديباً يحسن العلاقات مع النقاد من خلال وسائل عديدة نجد هذا يكتب عنه حتى لو كان من الدرجة الثالثة إن النقد الحقيقي يكشف مغاليق النص فيفيد كاتبه وقارئه، وهذا الأمر لا يعني عدم وجود نقاد مخلصين لعملهم ولكن هؤلاء قليلون جداً.

* ما القصيدة التي تجوب عالمك ولم تكتبها بعد؟

** قال الشاعر التركي ناظم حكمت : ( إن أجمل القصائد هي التي لك تكتب بعد ) وأنا معه في هذا. ما زلت آمل بقصيدة متجاوزة لما كتبته كله ومن أجل هذا سأبقى محترقاً بنار الشعر ما حييت.

* ماذا كتبت عن الشام؟

** في الشام ِ لي أهلٌ طباعهمُ الندى بيض القلوبِ وفي النفوسِ إباء ُ مذ ألف ألف ٍ وهي دارة ُعزنا فالكون ُ نجم والشآم ُ سماء ُ إن الشآم َحبيبةٌ وعزيزة ٌ وكريمة ٌورجالها أصلاء ُ أكرم ْ به بلداً يشعّ ضياؤه أبدَ الدهور كأنه الجوزاء ُ

* هل من مشاريع قادمة؟

** هناك نتاجات في الشعر والمسرح وأدب الأطفال أحاول طبعها تباعاً وهي كثيرة والعمر قصير، فضلاً عن رواية لم تزل قيد الكتابة تناولت فيها ما جرى لمدينتي الموصل من ويلات.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: