ركزت فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر الطبي الدولي الثالث والعشرين، الذي تنظمه الجمعية الطبية السورية الأمريكية (سامز) بالتعاون مع وزارتي الصحة والتعليم العالي والبحث العلمي، على محاور أساسية تهدف إلى بناء النهضة الطبية والتعليمية في سوريا. وشملت هذه المحاور الصحة العامة، الصحة النفسية، أمراض القلب والدم والأورام، بالإضافة إلى طب الأسنان.
ناقش المشاركون في المؤتمر سبل بناء قدرات صحية شاملة في سوريا، مع التركيز على التغذية، وجودة النظام الشامل في الرعاية الصحية، وتطوير برنامج طب الأسرة في سوريا الجديدة. كما تناول المؤتمر تأثير الصدمة الثانوية على العاملين في مجال الرعاية، وأهمية تعزيز المرونة والتعافي للمصابين بصدمات، وتدبير المرضى المصابين بقصور في القلب أو أمراض الدم الخبيثة، ومبادئ رعاية الأورام، والسمنة لدى الأطفال، وطب الأسنان.
أوضح وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور مروان الحلبي في تصريح لمراسلة سانا أن دعم وتحفيز البحث العلمي يمثل أولوية قصوى للوزارة، بالإضافة إلى تأمين البنية التعليمية ورفع مستوى الأطباء. وأشار إلى أن هذه الأهداف تتقاطع مع الهدف الأساسي للمؤتمر، وهو تطوير الكفاءات وبناء القدرات ومواكبة أحدث المستجدات الطبية. وأكد دعم الوزارة لمشاريع البحث العلمي وتشجيع الباحثين، والتزامها بالتعاون مع القطاعين العام والخاص بما يخدم تطوير وتحديث القطاع الصحي.
كما لفت الدكتور الحلبي إلى أنه ركز في محاضرته على التشخيص الوراثي قبل الانغراس، مشيراً إلى أن الأمراض الوراثية تنتج عن زواج الأقارب وتنتشر بنسب عالية. وأوضح كيفية التخلص منها من خلال اعتماد طرق قانونية وعلمية معتمدة عالمياً، بما في ذلك التشخيص أو اللجوء للإخصاب المساعد لإرجاع الأجنة السليمة للرحم والحصول على طفل سليم معافى خال من الأمراض الوراثية.
من جانبه، أشار رئيس الجمعية الطبية السورية الأمريكية الدكتور عارف الرفاعي إلى أهمية المؤتمر كونه أول مؤتمر دولي يعقد في سوريا بعد التحرير، بمشاركة 70 محاضراً و600 طبيب باختصاصات متنوعة، و30 بحثاً علمياً. وأضاف أن بعثات طبية بدأت قبل انعقاد المؤتمر في محافظات دير الزور وحلب وإدلب، وستتبعها حملات أخرى بعد انتهاء المؤتمر من خلال 170 طبيباً في محافظات دمشق وحمص وحماة واللاذقية ودرعا ودير الزور.
وفيما يتعلق بعمل الجمعية في سوريا، أوضح الدكتور الرفاعي أنها تعمل بشكل مكثف على تدريب وتأهيل الكوادر الطبية وطلاب الكليات الطبية، وفي ملف الطب النفسي للأطفال والمعتقلين السابقين، انطلاقاً من حب الوطن والولاء للبلد الأم سوريا والمساعدة في بناء القطاع الصحي بها لتقديم أفضل الخدمات الطبية للمرضى.
أوضح رئيس الجلسة العلمية الدكتور جهاد الحرش أن الجلسة تضمنت الحديث عن تطوير مجالات الصحة العامة وأهمية الصيام المتقطع في الصحة العامة وكيفية الحفاظ على الصحة الإنجابية، وتجنب الأمراض الوراثية من خلال الاستقصاء عنها قبل الولادة، مؤكداً أهمية المؤتمر لاستقطاب الخبرات وتعزيز الروابط بين الأطباء وترسيخ أهمية مشاركتهم بتعزيز وتطوير النظام الصحي السوري.
وحول محور طب الأسنان، أوضحت عضو هيئة البورد في الجمعية الطبية السورية الأمريكية الدكتورة هزار جبر أنها تشمل عرض أحدث مستجدات طب الفم والأسنان وطب الأسنان لدى الأطفال وجراحة الشفة والحنك ومقاربة عمل اختصاصيي اللبية وزراعة الأسنان إضافة للعمل على تعزيز مفهوم الصحة الفموية في سوريا، والتشخيص الكامل للمريض قبل البدء بالعلاج لضمان أفضل النتائج.
وأوضحت طالبة الطب سوزانا سلطان سنة سادسة أن بحثها العلمي الذي قدمته في المؤتمر يتحدث عن تحسين الجودة والتواصل بين المريض والطبيب ويعتمد على تجارب الأطباء لتحديد المشاكل التي تتم مواجهتها أثناء التشخيص، أو إجراء التدبير الطبي والطرق السليمة للتعامل مع المرضى.
يذكر أن فعاليات المؤتمر انطلقت أمس على مدرج جامعة دمشق ويهدف إلى توفير منصة شاملة تجمع الأطباء والأكاديميين والخبراء في المجال الإنساني لمشاركة المعرفة، وتعزيز التعاون وبحث الحلول المبتكرة للنهوض بالقطاع الصحي السوري.