الأربعاء, 9 يوليو 2025 06:19 AM

اختراق طبي: دواء "تيبليزوماب" يبشر بتأخير الحاجة للأنسولين لمرضى السكري من النوع الأول

اختراق طبي: دواء "تيبليزوماب" يبشر بتأخير الحاجة للأنسولين لمرضى السكري من النوع الأول

في تطور واعد، يخضع عدد محدود من المرضى في المملكة المتحدة لتجربة دواء رائد، "تيبليزوماب"، يهدف إلى إبطاء تطور داء السكري من النوع الأول.

الدواء، الذي حصل بالفعل على الموافقة في الولايات المتحدة، يعمل عن طريق تدريب الجهاز المناعي على التوقف عن مهاجمة خلايا البنكرياس المنتجة للأنسولين، مما يؤخر الحاجة إلى الأنسولين لمدة تصل في المتوسط إلى 3 سنوات.

داء السكري من النوع الأول هو حالة يهاجم فيها الجهاز المناعي الخلايا المنتجة للأنسولين، مما يعيق قدرة الجسم على تنظيم مستوى السكر في الدم. يمكن أن يؤدي ارتفاع أو انخفاض السكر بشكل كبير إلى مضاعفات صحية خطيرة، وحتى الوفاة، مما يستدعي حاجة المرضى إلى جرعات يومية من الأنسولين.

تعتبر هانا روبنسون، طبيبة الأسنان وأم لطفلين من ديفون، أول شخص بالغ في المملكة المتحدة يجرب دواء "تيبليزوماب"، على أمل تأخير تقدم المرض. اكتُشفت إصابتها بالمرض في مراحله المبكرة أثناء حملها، وتتلقى الآن العلاج في مؤسسة الرعاية الصحية التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS Foundation Trust) في جامعة رويال ديفون.

تقول هانا، البالغة من العمر 36 عامًا: "يوفر لي هذا الدواء حرية أكبر وفرصة للتركيز على صحتي قبل أن أبدأ في إدارة حياتي كمريضة سكري تحتاج إلى الأنسولين يوميًا. الأمر يتعلق بأكثر من مجرد مراقبة الطعام ومستوى الغلوكوز، بل يتعلق بالمزيد من السيطرة. أشعر بأنني محظوظة لكوني جزءًا من هذا البحث الذي قد يمهد الطريق لعلاج مستقبلي".

يُمنح هذا الدواء لعدد محدود من المرضى بناءً على كل حالة على حدة، في انتظار مراجعة إمكانية استخدامه على نطاق أوسع ضمن هيئة الخدمات الصحية الوطنية.

يؤكد الدكتور نيك توماس، استشاري داء السكري والمحاضر السريري في جامعة إكستر، أن "تيبليزوماب يمثل نقلة نوعية في علاج داء السكري من النوع الأول، إذ يوفر علاجًا موجهًا في مرحلة مبكرة لتغيير العملية المناعية، مما يبطئ الحاجة إلى الأنسولين".

يستخدم فريق الخبراء في مستشفى ديفون الملكي وجامعة إكستر أدوات مثل علم الوراثة لتحديد الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة، على أمل توسيع نطاق استخدام الدواء لتأخير المرض لدى المزيد من المرضى.

من جانبها، تقول الدكتورة لوسي تشامبرز، رئيسة قسم الأبحاث في جمعية السكري في المملكة المتحدة: "يمنح "تيبليزوماب" فرصة نادرة للأشخاص في المراحل المبكرة من المرض لتمديد فترة حياتهم دون الحاجة للأنسولين. ورغم توفره حاليًا في بيئات البحث فقط، فإننا نعمل بجد للحصول على ترخيصه، وإنشاء برامج فحص وطنية، وتجهيز هيئة الخدمات الصحية الوطنية لتوفير العلاج على نطاق واسع".

ويضيف البروفيسور ريتشارد أورام، استشاري وأستاذ في جامعة إكستر: "تيبليزوماب هو أول دواء قادر على تأخير الإصابة بالسكري من النوع الأول، لكنه يحتاج إلى إعطائه قبل التشخيص السريري. لذلك، من الضروري تطوير طرق دقيقة لاكتشاف الأشخاص الأكثر عرضة للخطر".

مشاركة المقال: