لا يزال سكان مدينة "السويداء" في صدمة وحزن عميقين، وهم يحصون خسائرهم الفادحة بعد أيام من الاشتباكات العنيفة التي أودت بحياة المئات. وبينما تحاول المدينة التعافي، يظل التضارب في أعداد الضحايا سمة بارزة، في ظل غياب إحصاءات رسمية دقيقة.
وذكر موقع سناك سوري أن مشفى "السويداء" الوطني استقبل 226 جثماناً تم تسليمها لذوي الضحايا، مع وجود أعداد كبيرة أخرى في مشرحة المشفى. وتشير التقديرات إلى أن العدد الإجمالي قد يتجاوز 500 جثمان، بينهم شيوخ وأطفال ونساء، مع استمرار وصول الجثامين إلى المشفى.
من جانبها، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير لها سقوط ما لا يقل عن 169 ضحية، بينهم 5 أطفال و6 سيدات، بالإضافة إلى إصابة ما لا يقل عن 200 شخص بجروح متفاوتة، وذلك خلال الفترة بين 13 و16 تموز الجاري. وأوضح التقرير أن الحصيلة الأولية تشمل مدنيين، وأفراد الطواقم الطبية، ومقاتلين من مجموعات عشائرية مسلحة، وفصائل محلية خارجة عن سيطرة الدولة، وعناصر من قوى الأمن الداخلي ووزارة الدفاع. وأشارت الشبكة إلى أنها لا توثّق مقتل المسلحين المنتمين لفصائل خارج سيطرة الدولة في حال قضوا خلال الاشتباكات، باعتبار ذلك لا يشكّل انتهاكاً لحقوق الإنسان، لكنها توثّق مقتل أي شخص في حال قتل بعد القبض عليه باعتبار ذلك جريمة قتل خارج إطار القانون.
وأثار مقطع مصور يظهر وجود عشرات الجثث جدلاً واسعاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن ادعت بعض الصفحات أنه يوثق مجزرة وقعت داخل المشفى الوطني وشملت كوادره الطبية. إلا أن مصادر محلية نفت هذه الادعاءات، وأوضحت أن المقطع تم تصويره في مشرحة المشفى، وأنه لم يتم ارتكاب أي مجازر بحق الكادر الطبي.
وذكرت مصادر أنه تم العثور على عشرات الجثامين داخل المشفى الوطني، وتبين أن الضحايا هم من عناصر قوات الأمن والمدنيين الذين كانوا داخل المشفى.
وفي سياق متصل، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنه وثق سقوط 374 ضحية، وسط معلومات عن وجود عشرات الضحايا الآخرين من المدنيين ومسلحي الفصائل المحلية والقوات الحكومية. وبحسب المرصد، أدت المعارك إلى مقتل 107 مدنيين بينهم 4 أطفال و4 سيدات، و207 عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية، بينهم 18 من أبناء العشائر. وأشار المرصد إلى أن الغارات الإسرائيلية أودت بحياة 15 عنصراً من وزارتي الداخلية والدفاع، و3 أشخاص بينهم سيدة وشخصان مجهولا الهوية خسروا حياتهم في القصف الإسرائيلي على وزارة الدفاع. كما أشار المرصد السوري إلى سقوط إعلامي واحد خلال اشتباكات السويداء، وتحدث عن إعدامات ميدانية طالت 27 شخصاً بينهم 4 نساء ورجل مسن إضافة إلى 14 شخصاً مجهول الهوية اتهم عناصر القوات الحكومية بإعدامهم.
ولا تزال حصيلة الضحايا مرشحة للازدياد، فيما لم تعلن الحكومة السورية حصيلة رسمية لضحايا قوى الأمن والجيش خلال مواجهات "السويداء". وكشفت ساعات الصباح عن حجم المأساة في "السويداء" بعد انحسار المعارك وانسحاب قوات الجيش السوري وإعلان الرئيس السوري "أحمد الشرع" تكليف مهمة الأمن في "السويداء" لبعض الفصائل المحلية ومشايخ العقل، ووعد بمحاسبة مرتكبي الانتهاكات بحق المدنيين.