دمشق – الدكتور محمد الجبالي: في سوريا اليوم، لا يكفي امتلاك المال في حسابك البنكي، بل تحتاج إلى الكثير من الحظ، وتوفر الكهرباء بشكل نادر، ووجود صراف آلي يعمل لتتمكن من سحب راتبك!
تحولت الصرافات الآلية إلى أجهزة معطلة وخارجة عن الخدمة في معظم الأوقات، وكأنها دخلت في غيبوبة مالية لا تستفيق منها إلا قليلًا.
✦ مطاردة يومية… لا سحب بلا عذاب!
المواطن السوري يطارد صرافًا آليًا يعمل كما يطارد لقمة العيش. ففي مشهد يتكرر كل شهر:
- تنقُّل بين مناطق متعددة.
- ساعات من الانتظار.
- أعطال دائمة.
- لا كهرباء، لا صيانة، لا سيولة…
وكأن النظام المصرفي بأكمله ينهار تحت وطأة الإهمال وسوء الإدارة.
- ضغط نفسي متراكم: القلق من تأخر الراتب أو فوات الفُرَص الشرائية.
✦ ليست مجرد أجهزة… بل مرآة اقتصاد
الصرافات الآلية ليست مجرد صناديق نقدية، بل:
- رمز لكفاءة الإدارة.
- ركيزة لثقة المواطن.
- مؤشر على نبض الاقتصاد.
✦ الحل… ليس معجزة بل إرادة
الخروج من هذا المأزق ممكن إن وُجد القرار الصادق:
- تركيب طاقة شمسية لتشغيل الصرّافات خارج أوقات التغذية.
- استبدال الأجهزة العتيقة بأخرى حديثة وفعّالة.
- توسيع الخدمات المالية الإلكترونية (تحويل دفع شراء إلكتروني).
- تحسين البنية التحتية وتوفير قطع الصيانة وخطوط الدعم الفني.
إذا تُركت أزمة الصرّافات دون معالجة، فإنها لن تبقى أزمة تقنية أو خدمية فقط، بل ستتحول إلى عنوان لانهيار أشمل في المنظومة المصرفية.
ومن يُبادر إلى الحل اليوم يُنقذ ثقة شعب وهيبة اقتصاد ومستقبل نظام مالي بأكمله.