الجمعة, 25 يوليو 2025 04:44 AM

الريلز: تسلية رقمية تخفي مخاطر على الأطفال.. كيف نحمي أبناءنا؟

الريلز: تسلية رقمية تخفي مخاطر على الأطفال.. كيف نحمي أبناءنا؟

باتت الهواتف المحمولة أداة تسلية شائعة للأطفال، حيث تلجأ الأمهات إلى إعطائها لهم لمشاهدة الأفلام أو الأغاني. لكن، يغفل الكثيرون عن المخاطر المحتملة التي قد يتعرض لها الطفل من خلال مقاطع الفيديو القصيرة المعروفة بـ«الريلز». هذه المقاطع، التي لا تتجاوز مدتها دقيقة واحدة، تظهر وتختفي بسرعة، مما يصعب على الأهل متابعتها أو معرفة محتواها، وبالتالي قد يتعرض الطفل لمشاهد عنف أو مقاطع غير أخلاقية.

فيديوهات قصيرة… تأثيرات عميقة

المهندس سليم حجيج، خبير الإعلام الرقمي وتكنولوجيا الاتصالات، يوضح أن الـ«ريلز» هي مقاطع فيديو تتراوح مدتها بين 15 و60 ثانية وتنتشر على نطاق واسع على منصات التواصل الاجتماعي. تتيح هذه المقاطع للمستخدمين التعبير عن إبداعهم بإضافة الموسيقى والتأثيرات والنصوص والملصقات. إلا أن هذه الخصائص التفاعلية والجاذبة قد تخفي محتويات غير ملائمة للأطفال.

ويشير حجيج إلى أن العديد من الآباء لاحظوا مؤخراً تأثيرات سلبية لهذه المقاطع على أطفالهم، خاصة من حيث الانحراف عن القيم التربوية، نظراً للطابع الترفيهي الذي يغلف مقاطع تحمل رسائل خاطئة أو خطيرة.

مخاطر متعددة

من أبرز المخاطر التي تشكلها هذه المقاطع، وفقاً لحجيج، التعرض لمحتوى غير مناسب، كالتعصب والتطرف الفكري والسلوكي، والتأثير السلبي على الصحة النفسية من خلال تحفيز الطفل على مقارنة نفسه بالآخرين، بالإضافة إلى انحسار التفاعل الاجتماعي نتيجة الانغماس في المشاهدة المفرطة. ويشير بعض الآباء إلى أن بعض المقاطع تحفز روح التعصب والعدوانية عبر وضع الطفل أمام خيارات متضادة تتنافى مع مفاهيم التسامح وتقبل الآخر.

مسؤولية الأسرة والمدرسة

من جانبها، أكدت الدكتورة محاسن عباس، خبيرة في التربية وعلم الاجتماع، أن منصات التواصل الاجتماعي أصبحت تعج بمحتويات غير مناسبة للأطفال، مما يؤدي إلى غرس سلوكيات سلبية كالتنمر والتعصب. وشددت على أهمية دور الأسرة والمدارس في توجيه الطفل نحو التفكير القويم والقيم الإنسانية. وأضافت أن بعض مقاطع “الريلز” توجه للأطفال بطريقة تبدو بريئة ومرحة، لكنها في جوهرها تغرس بذور الكراهية والأحكام المسبقة، ويدفع الفضول أحياناً الأطفال إلى مشاهدة محتويات قائمة على السخرية والتنمر، تصور الآخر بشكل سلبي.

ودعت عباس إلى أن تكون المؤسسة التعليمية حجر الأساس في تنمية وعي الطفل وتوجيهه نحو احترام الآخر، مما يوفر له درعاً فكرياً وأخلاقياً يحميه على المدى الطويل. كما أكدت على ضرورة تضمين مناهج التربية الأخلاقية والاجتماعية موضوعات عن التسامح والتنوع الثقافي من خلال قصص وسيناريوهات تعزز قيم احترام الآخر على اختلاف ديانته أو خلفيته الثقافية.

المحتوى الجذاب… سلاح ذو حدين..

رغم وجود محتوى إيجابي على منصات التواصل الاجتماعي، إلا أن الكثير منه أيضاً مليء بمشاهد العنف والتنمر والألفاظ الجارحة والتعصب. وتكمن الخطورة في طريقة تقديم هذه المواد، إذ تعرض بطريقة جذابة ومسلية، مما يساعد على تسرب الرسائل السلبية إلى نفوس الأطفال بسهولة.

وتضيف عباس: الأسرة هي المدرسة الأولى للقيم والسلوك. وعندما نخصص وقتاً للجلوس مع أطفالنا والتحاور معهم، فإننا لا نكتفي بالمراقبة بل نرشد ونوجه ونفكر معهم”. كما شددت على أهمية غرس قيمة الحوار في نفس الطفل وتعليمه أن القوة ليست في الصراخ أو العدوانية، بل في التفاهم والنقاش.

بدائل تربوية فعالة..

يمكن مواجهة هذه الظاهرة من خلال توفير بدائل تربوية ترفيهية مثل القراءة والألعاب الإبداعية والأنشطة الرياضية التي تسهم في تقليل الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشة وتعزز من نموه السليم.

إجراءات لحماية الطفل..

لحماية الأطفال من المخاطر المحتملة لمقاطع الـ«ريلز» وضمان استخدام آمن للإنترنت، ترى عباس أهمية مراقبة نشاط الطفل الرقمي وتحديد وقت محدد لاستخدام الأجهزة، وتوعية الطفل بالمخاطر الرقمية وتعليمه استخدام الإنترنت بأمان ومسؤولية، إضافة إلى استخدام أدوات الرقابة الأبوية لتصفية المحتوى وتمكين الأهل من التحكم بما يراه أطفالهم.

مشاركة المقال: