لطالما كانت بحيرة زرزر، الواقعة في ريف دمشق، ملاذاً سياحياً جذاباً ومقصداً مفضلاً لسكان العاصمة وضواحيها. كانت ضفافها الخضراء وأشجارها المورقة تستقبل الزوار خلال العطلات والمناسبات، حيث يجدون فيها متنفساً للاستمتاع بجمال الطبيعة والراحة والاستجمام.
إلا أنه خلال سنوات الحرب، عانت بحيرة زرزر، التي تبعد حوالي 50 كيلومتراً غرب دمشق، من الإهمال ونقص الخدمات وغياب الترويج والتسويق، مما أثر سلباً على عدد الزيارات والرحلات السياحية.
عودة الروح إلى بحيرة زرزر
اليوم، ومع عودة الأمن والأمان إلى المنطقة، استعاد سكان دمشق وريفها عاداتهم وتقاليدهم، وعادوا لزيارة بحيرة زرزر، حاملين معهم الأطعمة والمشروبات اللذيذة، ليس فقط لاستعادة الذكريات الجميلة، بل لصنع ذكريات جديدة مع أحبائهم، في مشهد يعكس عودة الحياة إلى هذا المكان الساحر.
شهادات من قلب المكان
التقت سانا بالعم محمد عز الدين منصور، أحد سكان المنطقة القريبة من بحيرة زرزر، الذي تحدث بحنين قائلاً: "قديماً كان يطلق عليها سد وادي القرن، وكانت تعج بالزوار من السياح وأهالي المنطقة، ولكن خلال سنوات الحرب، خلت المنطقة إلا من سكانها المقيمين، حتى بدت مهجورة. أما اليوم، وبعد التحرير، عاد الناس لزيارة البحيرة والاستمتاع بجمالها والاصطياف على ضفافها مع عائلاتهم".
وأشار العم محمد إلى أن المنطقة تعتبر مقصداً سياحياً للطبقة المتوسطة، حيث تجمع بين سحر السهل والجبل وجمال البحيرة، لكنه لفت إلى النقص الشديد في الخدمات السياحية، مؤكداً على حاجة بحيرة زرزر الماسة إلى مرافق سياحية متكاملة، مثل المقاهي والمطاعم والحمامات، لتلبية احتياجات الزوار المتزايدة.
كما نبه العم محمد إلى أن البحيرة غير صالحة للسباحة، مع وجود لافتات تحذيرية على طول ضفافها تحذر من النزول إلى الماء وتشدد على الانتباه للأطفال لضمان سلامة الزوار.
فرحة العودة
من جانبها، ذكرت أم محمد المصري أنها زارت بحيرة زرزر مع أبنائها وأحفادها للاستمتاع بجمال الطبيعة والراحة بعيداً عن ضوضاء المدينة.
فيما عبرت الشابة انتصار الجندي عن سعادتها بزيارة البحيرة مع عدد من صديقاتها بعد التحرير وانتشار الأمن والأمان في المنطقة، مشيرة إلى أنهم يقضون معظم يومهم على ضفاف البحيرة، ليعودوا بعد ذلك إلى العمل بكامل النشاط والحيوية بعد قضاء وقت ممتع وتجديد الطاقة مع الأصدقاء.
واحة الهدوء قرب العاصمة
تعتبر بحيرة زرزر مثالاً للجمال الطبيعي الذي تتمتع به سوريا، وهي دعوة لاستكشاف كنوز الطبيعة القريبة من العاصمة، والتعرف على سحر هادئ ينتظر من يكتشفه على ضفافها.