السبت, 26 يوليو 2025 04:10 AM

لماذا يتردد سوريون في مصر بالعودة إلى بلادهم رغم التحديات؟

لماذا يتردد سوريون في مصر بالعودة إلى بلادهم رغم التحديات؟

بعد سنوات من الإقامة في مصر، يجد العديد من السوريين أنفسهم أمام مفترق طرق، فبينما يتوقون إلى العودة إلى وطنهم، تعيقهم مخاوف أمنية واقتصادية متزايدة. فادي عمار (اسم مستعار)، صحافي سوري مقيم في مصر منذ عام 2013، كان قد اتخذ قرار العودة، لكنه تراجع عنه بسبب "التوترات الأمنية المتصاعدة" في سوريا.

يقول عمار لـ«الشرق الأوسط»: "لن أشعر بالأمان إذا عدت، خصوصاً لو كتبت مادة نقدية". ويشير إلى المواجهات المسلحة الأخيرة بين عشائر عربية ومسلحين من الطائفة الدرزية في السويداء، والهجوم الذي استهدف كنيسة من قبل عناصر تابعة لتنظيم «داعش» في يونيو الماضي، بالإضافة إلى مواجهات استهدفت علويين في منطقة الساحل.

عمار ليس الوحيد الذي أعاد النظر في قرار العودة. ورغم الصعوبات التي يواجهها البعض في تقنين أوضاعهم في مصر، إلا أنهم يفضلون "الاستقرار في مصر على مواجهة مصير مجهول في سوريا".

وفقاً لإحصائية مفوضية شؤون اللاجئين، أغلق 20 ألفاً و164 سورياً ملفات لجوئهم للعودة إلى سوريا بين ديسمبر الماضي ويوليو الحالي. ويمثل هذا الرقم نحو 27% فقط من السوريين المسجلين لدى المفوضية، والبالغ عددهم 136 ألفاً و442 لاجئاً وطالب لجوء حتى أبريل الماضي، من إجمالي أكثر من 958 ألفاً من جنسيات مختلفة.

وتشير تقديرات «المنظمة الدولية للهجرة» إلى أن عدد السوريين في مصر يبلغ نحو مليون ونصف المليون. ويوضح ملهم الخن، أدمن جروب «اللمة السورية في مصر» والمدير العام لمؤسسة «سوريا الغد للإغاثة»، أن هناك آلاف السوريين يعتمدون على التأشيرات السياحية أو الدراسية أو الاستثمارية في الإقامة.

ويضيف الخن أن قرار الحكومة المصرية بوقف تجديد التأشيرات السياحية للسوريين في يوليو 2024 أثر على الكثير من الأسر، ما دفع بعضهم إلى الإقامة بشكل غير رسمي أو اللجوء إلى المفوضية للحصول على الإقامة وتسجيل أبنائهم في المدارس.

يثمن الخن تعامل السلطات المصرية مع السوريين، مشيراً إلى أنها "رغم تشجيعها لعودة السوريين، فإنها لا تزال تغض الطرف عن المقيمين بشكل غير رسمي". وتقدر الحكومة المصرية تكلفة استضافة الأجانب بنحو 10 مليارات دولار سنوياً.

من جهته، يرى أشرف حسان (اسم مستعار)، وهو سوري مقيم في مصر منذ 2013، أن "الأوضاع الأمنية قضت على ما بقي له من حنين للعودة حالياً". ويشير إلى أن "استخراج الكارت الأصفر يستغرق وقتاً بعد تقديم الطلب"، وأن الردود من أقاربه في سوريا "غير مبشرة" بسبب انقطاع الكهرباء وغياب الخدمات وارتفاع تكلفة المعيشة.

ويضيف حسان أنه "إذا خرج من مصر فلن يستطيع العودة، في ظل عدم وجود تأشيرة إقامة سارية له، ووقف منح التأشيرات للسوريين القادمين من الخارج".

على عكس حسان، يمتلك عمار إقامة سارية لمدة عام بفضل نجله المصري الجنسية. ويقول إن الأحداث الأخيرة في السويداء وما قبلها "تشعرني بالأزمة مجدداً".

ويشير حسان، الذي يعمل في إحدى منظمات المجتمع المدني، إلى أن "غالبية السوريين الذين عادوا هم شبان هربوا من التجنيد، أو ليست لديهم أسر مستقرة في مصر، لكن من لديه عمل أو مشروع هنا، فإن قرار عودته صعب".

* صحيفة الشرق الأوسط

مشاركة المقال: