حلب-سانا: بالتعاون مع مديرية ثقافة حلب، نظمت إدارة مكافحة المخدرات مساء أمس ندوة توعوية هامة تحت عنوان "المخدرات وأثرها على الفرد والمجتمع". أقيمت الندوة على مسرح دار الكتب الوطنية، وذلك في إطار الجهود المبذولة لتسليط الضوء على الآثار المدمرة للمخدرات ونشر الوعي المجتمعي حول مخاطرها.
أكد عضو إدارة مكافحة المخدرات، أنور عبد الحي، على سعي الإدارة الجاد والمستمر لمكافحة تجارة المخدرات وإحباط عمليات الترويج، وذلك على الرغم من التحديات. وأشار إلى ارتباط سوريا في عهد النظام البائد بمخدر الكبتاغون.
وأوضح عبد الحي أن الإدارة العامة تعمل على تعزيز التنسيق الاستخباراتي والأمني مع دول الجوار لمتابعة تحركات عصابات المخدرات. ونتيجة لهذه الجهود، تم ضبط أكثر من 120 طناً من المواد الأولية لتصنيع المخدرات، ومصادرة 340 مليون حبة كبتاغون، و1900 كغ من الحشيش، وما يزيد عن 3000 نوع من الحبوب المخدرة. بالإضافة إلى ذلك، تم تفكيك 13 مخزناً وإحباط 14 عملية تهريب، وتدمير 16 معملاً خلال النصف الأول من العام الحالي. وأكد عبد الحي على استمرار الجهود لتحقيق هدف سوريا خالية من المخدرات.
كما تطرق عبد الحي إلى الأسباب الاجتماعية والأسرية والاقتصادية التي تدفع إلى التعاطي، محللاً الآثار المدمرة للمخدرات على الفرد والمجتمع في هذه الجوانب. وشدد على أهمية التدخل المبكر لعلاج المتعاطين، داعياً إلى تحمل المسؤولية الجماعية في مكافحة المخدرات وتوعية النشء بمخاطرها الجسيمة.
من جانبه، استعرض الدكتور الصيدلي محمد عمر، المحاضر في كلية الصيدلة بجامعة إدلب، أنواع المخدرات الطبيعية والصناعية والمختلطة، ومراحل التعاطي الخطير وصولاً إلى الإدمان، مع شرح الفروقات الجسدية والعقلية بينها. وأشار عمر إلى آثار المخدرات على المتعاطي من تدمير للصحة الجسدية، وتشويه للصحة النفسية، وانحراف للسلوك الاجتماعي، ما يشكل تهديداً مباشراً لحياة الفرد.
واختتمت الندوة بالتأكيد على أن مواجهة آفة المخدرات تتطلب تكاملاً بين التوعية المستمرة بمخاطرها، وتكثيف الجهود الأمنية والرقابية، وتوفير برامج العلاج والتأهيل الفعالة، إلى جانب تعزيز المسؤولية المجتمعية.