يتساءل عبد الغني طليس عما إذا كان نجوم الغناء والفنون الأخرى يستخدمون عقولهم أثناء المقابلات، ويتجنبون تجاوز المنطق والإضرار بأنفسهم أو جمهورهم. أم أنهم يتجهون نحو تأليه الذات وتعظيم الأنا، معتبرين مواهبهم هبة من السماء.
يستشهد طليس بتصريح للمغنية أصالة تقول فيه: "أنا عايشة متوحدة مع نفسي. ما بحب غير أغنياتي، ولا بحب حدا أكتر مني، ولا بسمع حدا بالعالم قد ما بسمع صولا"، وتضيف بإحساس من الشوفينية: "بِنْطِرِبْلي كتير وبنبسِط كتير وقت بسمعني"!
يوضح الكاتب أنه تعمد تفسير بعض الجمل لتوضيح حقيقة هذه المشاعر "العدوانية" من أصالة تجاه ذاتها للجمهور العربي الذي قد لا يفهم بعض الكلمات الشامية.
ويرى طليس أن هذا الشعور الكاذب قد يخالج بعض الفنانين بعد الانتهاء من عمل فني جميل، لكنه لا يدوم طويلاً ولا يتحول إلى فكرة ثابتة. أما إذا استمر الفنان في إعلانه والتباهي به، فهذا يعني أنه نرجسي ومعجب بصورته.
ويتساءل عن دوافع هذا الكلام التقديسي الناتج عن "هبل" عميق بالذات، ويعيش صاحبه في برج عاجي بناه لصوته، ويحتاج إلى من يوقظه من الإعجاب بما يفعله. ويرى أن صاحب هذه الأفكار يمارس السكر الإيحائي الشخصي لإثبات حضوره وكاريزماه وتأثيره، وهو دفاع عن الذات ناجم عن أفكار سلبية تضرب الفنان في مرحلة من العمر.
ويختتم طليس قائلاً: "هذا عيب كبير يا أصالة. عيب بحقك كبني آدم، وبحق صوتك، وبحق محبيك، ومادة للنقد السلبي، بل للقدح والذمّ في ما تقولين وتفعلين." ويرفض طلب التواضع منها، معتبراً أن التواضع يعرف أهله.
ويضيف أن جراحات التجميل قد تؤثر على آراء بعض النجوم بأنفسهم، فيتوهمون أنهم عادوا شباباً، ويعتبرون أن أوتار حناجرهم "عادت" هي الأخرى إلى قديم واقعها، بينما الواقع غير ذلك تماماً.
ويشير إلى مقولة لعاصي الرحباني عن أعماله الفنية مع فيروز، وكيف كانوا يشعرون أنها أقل مما يريدون، فيعودون للبحث عن الأفضل. ويستشهد بقول لفرويد عن العمل الفني والعلاقة الجنسية، وكيف ينتهي كل ذلك بالنشوة، ليبدأ البحث عن شيء آخر.
وينصح أصالة بعدم اللعب بلعبة الإعجاب الفضفاض بالذات، كي لا تصبح مضحكة، ويحذرها من فتنة نفسية تتحرك بعوامل الخوف من المستقبل وتؤدي إلى الهلاك.
ويتساءل عما إذا كان أسلوب تفكير أصالة يشبه "زعماء" العرب الذين يكرسون مبدأ "أنا… ولا أحد غيري"، وعما إذا كان كلامها عن صوتها هو رد متأخر على زياد الرحباني أو على نتائج إحصاء عربي.
ويختتم بالتحذير من أن "تَقُصّ" أصالة بمقص جنون العظمة عمرها وشهرتها عبر تصاريح تَقُصُّ مسمار العقل.
ويشير إلى أن هناك نجوماً آخرين يعتقدون بهذه "الترهات" عن نجوميتهم، لكنهم لا يتجرأون على الخوض فيها.
ويختتم بالإشارة إلى أن بيروت غير متحمسة لحفلة أصالة، وأن هناك احتمال لتأجيلها بسبب ضعف الإقبال على شراء التذاكر.
أخبار سوريا الوطن١-الأخبار