الجمعة, 8 أغسطس 2025 05:33 PM

القامشلي: تفاقم ظاهرة التسول واستغلال الأطفال يثير قلقًا متزايدًا

القامشلي: تفاقم ظاهرة التسول واستغلال الأطفال يثير قلقًا متزايدًا

تشهد مدينة القامشلي تصاعدًا ملحوظًا في ظاهرة التسول، والتي تحولت من حالات فردية إلى ما يشبه "المهنة المنظمة"، مما يثير مخاوف اجتماعية وأخلاقية في ظل غياب الرقابة الفعالة.

مشهد مألوف يتكرر يوميًا

يصف الأستاذ "أبو عبد الله"، وهو مدرس وصاحب محل ألبسة في سوق القامشلي، الوضع قائلاً: "أصبح من الصعب السير في شوارع المدينة دون مصادفة نساء وأطفال يستجدون المال في كل مكان." ويضيف أن المتسولين غالبًا ما يروون قصصًا مؤثرة عن الجوع والترمل والمرض، أو فقدان الأزواج في الحرب ضد تنظيم داعش. إلا أن "أبو عبد الله" يؤكد أن الوجوه تتكرر يوميًا، وأن الأمر تحول إلى "عمل يومي" منظم يحقق دخلًا يفوق رواتب بعض موظفي المنظمات.

استغلال الأطفال بدلًا من التعليم

يشير "أبو عبد الله" إلى مشاهداته المباشرة، قائلاً: "رأيت نساء يوزعن أطفالهن على زوايا مختلفة، مما يدل على وجود تنظيم ممنهج." ويعرب عن قلقه من تأثير ذلك على ثقة المجتمع، حيث يشك الناس في كل من يطلب المساعدة، مما يضر بالمحتاجين الحقيقيين.

دعوة إلى الرقابة والتفريق بين الحاجة والاستغلال

يناشد "أبو عبد الله" الجهات المعنية والجمعيات الإنسانية بفرض رقابة صارمة، وإجراء تحقيقات للتمييز بين المحتاجين والمستغلين، وتقديم الدعم المباشر للعائلات الفقيرة.

مشروع منظم يمتد إلى مدن أخرى

يؤكد محمد، صاحب محل أجهزة اتصالات في القامشلي، أن التسول تحول إلى "مشروع منظم". ويقول: "نرى نفس الأشخاص يتنقلون بين أحياء المدينة وكأنهم يسيرون وفق خطة." ويضيف أنه تفاجأ برؤية نفس الفتاة التي تتسول في القامشلي تمارس التسول في مدينة الحسكة، مما يشير إلى امتداد الظاهرة إلى مدن أخرى كالحسكة، المالكية، عامودا، والدرباسية.

استغلال مؤلم وتحول خطير

يقول محمد إن بعض المتسولات يصطحبن أطفالًا يحملون أكياس أدوية أو يلفون رؤوسهم بشاش طبي لإثارة الشفقة، ويحذر من تطور الظاهرة إلى "استغلال الجسد مقابل المال"، مما يدق ناقوس الخطر حول تدهور الواقع الأخلاقي والاجتماعي.

تجارة تحت ستار الحاجة

الحديث عن تنظيمات تدير مجموعات التسول وتوزعهم على أماكن محددة يعكس حجم المشكلة، ويؤكد أن الأمر تحول إلى منظومة متكاملة تستغل الفقر والحرب والبطالة.

مخاوف من انهيار اجتماعي وشيك

يستدعي الوضع في القامشلي تحركًا عاجلًا من الجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية للتفريق بين الفقر الحقيقي والاستغلال المنظم، ووضع آليات رقابة فعالة، وتوفير بدائل تعليمية وداعمة للأطفال الذين تُنتهك طفولتهم يوميًا. السكوت عن هذا الوضع يعني إنتاج جيل فاقد للثقة والتعليم والأمان.

مشاركة المقال: