تُنشر هذه المادة بالتعاون بين عنب بلدي وDW. كشفت دراسة حديثة أجراها قسم الأبحاث بمؤسسة "كايزر بيرماننت" (Kaiser Permanente) الأمريكية، أن التعافي من مرض السكري من النوع الثاني قد يكون ممكنًا، خاصةً مع تغيير نمط الحياة.
الدراسة تتبعت حالة أكثر من نصف مليون مريض (650 ألف مريض تحديدًا) مصاب بالسكري من النوع الثاني في عدد من الولايات الأمريكية بين عامي 2014 و2023، وذلك حسبما ذكرت الكاتبة كاثرين هو بصحيفة سان فرانسيسكو كرونيكل (San Francisco Chronicle).
التعافي ممكن بتغيير النظام الغذائي والنشاط البدني
أظهرت نتائج الدراسة، التي نُشرت في مجلة "رعاية مرضى السكري" (Diabetes Care) بتاريخ 30 يوليو/ تموز 2025، أن حوالي 3% من المشاركين (أي حوالي 16 ألف شخص) وصلوا إلى مرحلة "الشفاء التام"، بعد التوقف عن تناول أدوية خفض السكر، مع الحفاظ على معدل السكر التراكمي لديهم أقل من 6.5% لمدة ثلاثة أشهر على الأقل. وتناول معظم المشاركين دواء "الميتفورمين"، وهو علاج شائع للسكري.
أكد لويس رودريغيز، الباحث بمؤسسة كايزر بيرماننت والمؤلف الرئيسي للدراسة، أن التعافي لم يقتصر على من خضعوا لجراحات السمنة، بل شمل مرضى اعتمدوا على تغييرات في النظام الغذائي والنشاط البدني. ووصف ذلك بأنه "رسالة مفعمة بالأمل"، خاصةً للمرضى في المراحل المبكرة من المرض.
تحديات الحفاظ على التعافي من السكري
أظهرت النتائج أن الشباب والمشخصين حديثًا كانوا الأكثر قدرة على التعافي، خاصةً من بدأوا بمستويات سكر تراكمي منخفضة نسبيًا. كما لعب فقدان الوزن دورًا هامًا، حيث فقد 57% من المتعافين ما لا يقل عن 3% من وزنهم.
أشارت كاثرين هو في صحيفة سان فرانسيسكو كرونيكل إلى أن الدراسة لم تتجاهل التحديات، حيث عاد حوالي 37% من المتعافين لتناول الأدوية خلال ثلاث سنوات، مما يدل على صعوبة الحفاظ على الشفاء دون دعم مستمر. ورغم أن الدراسة لم تحدد بدقة كيفية تغيير المرضى لنمط حياتهم، إلا أن فقدان الوزن وتعديل النظام الغذائي يظلان العاملين الأبرز.
يأمل الباحثون أن تشجع هذه النتائج على إعادة التفكير في أهداف علاج السكري، من مجرد "إدارة المرض" إلى "السعي نحو الشفاء". وأكد رودريغيز أن الدراسة لا تشير إلى سهولة علاج داء السكري، لكنها تُظهر أنه مع الدعم المناسب والتدخلات في الوقت المناسب، يمكن لبعض المرضى تحقيق شفاء تام. وأعرب عن أمله في أن تفتح هذه النتائج بابًا لحوارات جديدة بين المرضى والأطباء حول إمكانيات التعافي، وتشجع على المزيد من الأبحاث لجعل الشفاء هدفًا واقعيًا لعدد أكبر من المرضى.