أوضح الكاتب والمحلل السياسي مصطفى النعيمي أن مؤتمر "المكونات" الذي انعقد في الحسكة برعاية "قسد"، يمثل تجمعًا للمتضررين من استعادة الاستقرار في سوريا بعد فترة من عدم الاستقرار، وليس كما يزعمون انتصار الثورة السورية. وأشار إلى أن هذه المجموعات، التي تتلقى دعمًا غربيًا و"إسرائيليًا"، تسعى من خلال استغلال فكرة المظلومية إلى ابتزاز المجتمع الدولي لتحقيق مكاسب تكتيكية محدودة، مؤكدًا أن مشروع الانفصال و"حزام داوود" الإسرائيلي لن يتحققا في ظل الإجماع الدولي على ضرورة استقرار سوريا.
وفي تصريح خاص لـ"الوطن"، قال النعيمي: "تسعى هذه المكونات المتنوعة إلى إنشاء كيانات خارج سيطرة الدولة السورية، بهدف الابتزاز السياسي على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، واستغلال الضغوط على سوريا. وتغذي إسرائيل هذه الصراعات، خاصة بعد فشل مشروعها المعروف بممر داوود. وتسعى إسرائيل، من خلال هذا التعاون، إلى تحقيق أهداف تكتيكية تمهد لتوغل بري في الأراضي السورية، مستغلة الشرائح المتضررة وحاملي السلاح خارج القانون في السويداء ومناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، تحت ذريعة حماية الأقليات لتبرير تدخلها وتصدير أزماتها الداخلية إلى دول الجوار".
وأضاف النعيمي أن سياسة بنيامين نتنياهو واضحة وتؤدي إلى توسيع نطاق الصراع، وتتعارض مع الرؤية الأمريكية الداعمة للاستقرار في المنطقة العربية. وأكد أن هذه المجموعات المدعومة غربيًا و"إسرائيليًا" تستخدم فكرة المظلومية لابتزاز المجتمع الدولي، بهدف تعطيل الاستقرار في سوريا. ووجود هذه المجموعات الخارجة عن القانون لن يغير الواقع في سوريا، بل قد تتلقى دعمًا خارجيًا مؤقتًا، ثم تُترك لمواجهة الدولة السورية في ظل توافق دولي حول الملف السوري.
وفيما يتعلق بمشروع الانفصال، أوضح النعيمي أن هناك تطابقًا بين رؤية الكيان الإسرائيلي وتطلعات الأطراف التي حضرت الاجتماع، والذين يسعون لتقسيم سوريا عبر مشروع "حزام داوود"، الذي يربط القنيطرة بدرعا ثم السويداء وصولًا إلى الحسكة، ويحيط بمناطق قوات سوريا الديمقراطية حتى أطراف حلب. وأكد أن هذا المشروع غير قابل للتحقيق في ظل الإجماع الدولي على ضرورة استعادة الاستقرار في سوريا، الذي يرتبط بالأمن المحلي والإقليمي والدولي، والذي يعتبر أولوية للولايات المتحدة.
منذر عيد