الثلاثاء, 26 أغسطس 2025 01:01 AM

مواجهات دامية في صيدنايا: ناجون يواجهون جلاديهم ويكشفون جرائم النظام

مواجهات دامية في صيدنايا: ناجون يواجهون جلاديهم ويكشفون جرائم النظام

نشرت وزارة الداخلية مقطع فيديو يوثق مواجهات بين جلادي سجن صيدنايا سيئ السمعة في عهد نظام بشار الأسد المخلوع وعدد من ضحاياهم. يصف سوريون هذا الحوار بأنه "من رحم الجحيم"، حيث استعرض كل ضحية تفاصيل التعذيب الذي تعرض له في "مسلخ صيدنايا"، المكان الذي كان فيه السجانون يتلذذون بآلامهم دون أدنى شعور بالإنسانية.

شهادات جلادي صيدنايا تؤكد وحشية النظام المخلوع تجاه شعبه. عندما ينسى السجان عدد الذين شارك في إعدامهم، وهم بالمئات، يؤكد ذلك أن الثورة ضده لم تكن ترفًا بل ضرورة ملحة وصرخة في وجه الظلم. في تقرير سابق بعنوان "المسلخ البشري"، أكدت منظمة العفو الدولية وجود ادعاءات قوية حول إعدام آلاف الأشخاص تحت الأرض في سجن صيدنايا.

يقول أحد السجانين، كما يظهر في مقطع وزارة الداخلية السورية، إن خمسة سجانين كانوا يتناوبون على تعذيب كل سجين بعد تقييده بالسلاسل الحديدية حتى الموت. ويشير إلى أنه كان يتم حجز بعض المعتقلين في زنزانات انفرادية بلا طعام أو شراب حتى لا تنبعث منهم الروائح بعد موتهم.

لا يمكن للعقل البشري تصور بشاعة ما ارتكبه النظام المخلوع بحق شعب لم يطلب سوى حرية تحفظ له كرامته، لكنها كانت كبيرة في نظر الأسد وأعوانه، فكان ردهم القتل والتعذيب بلا رحمة. ويشير "جلاد" آخر إلى أن أكبر عدد من المعتقلين رآهم مقيدين بالسلاسل هو 200 سجين دفعة واحدة.

وبلا أي مشاعر إنسانية، وكأن ما قام به ليس بالأمر الجلل، يكشف سجان آخر أنه اقتاد برفقة زملائه 130 سجينا ونفذوا فيهم حكم الإعدام. ويضيف أنه كان يقدم طلبا لمدير السجن كي يحضر لهم فتيات لاغتصابهن، ويبين أنه اغتصب 9 إناث وقتلهن بعد ذلك.

بدوره، يقول أحمد محيميد، أحد ضحايا صيدنايا، وهو يجلس في مواجهة معذبه، إنه اعتقل عام 2019، وأن سجانه المدعو ماهر درويش كان من بين 12 عسكريا يستقبلون المعتقلين بالضرب والإهانات، وكان بعضهم يموت من شدة التعذيب، وخاصة كبار السن. ومن لا يشرب الشاي الذي بال فيه ماهر درويش، فإن عقوبته هي 400 ضربة على قدميه بكبل كهرباء، وفق ما أوضح محيميد.

ضحية أخرى بترت ساقه، يجلس في مواجهة سجانه، ويسأله "هل تذكرتني؟"، ومحاولا استحضار ما كان يمارس بحقه، يمضي: "التفتيش.. الحلاقة.. الزيارات.. التعجيب فينا (إشارة إلى ابتكار أساليب التعذيب)". وبعد أن خلع ملابسه عن جسمه من الأعلى ليريه آثار التعذيب التي أصبحت جزءاً منه وشهادة حية، يقول: "بتذكر بشو كنت تضربني (بماذا كنت تضربني)؟".

وتفيد تقارير دولية بأن آلاف المعتقلين قتلوا بشكل منظّم وسرّي داخل سجن صيدنايا، حيث نفذ النظام المنهار إعدامات جماعية دون محاكمات. وقدرت تلك التقارير أن النظام المخلوع أعدم آلاف السجناء بمعدل 50 شخصا أسبوعيا بين عامي 2011 و2015. (ANADOLU)

مشاركة المقال: