في عصر السرعة والتكنولوجيا، يعتبر الكثيرون الاعتماد على السيارات والمكاتب رفاهية، بينما يؤجلون خيار المشي. لكن الأطباء والدراسات الحديثة يؤكدون حقيقة صادمة: المشي ليس مجرد تمرين بدني، بل هو "دواء شامل" يعالج الجسد والنفس ويقي من أمراض عديدة.
الحركة ليست رفاهية بل حاجة بيولوجية
هل يمكن أن يكون حل مشاكلنا الصحية يبدأ من أقدامنا؟ لماذا نمشي؟ ما الذي يحدث عندما نتحرك؟ يتفق الأطباء والباحثون على أن المشي من أكثر الأنشطة فاعلية في تحسين الصحة العامة. يكفي أن نعرف أن الجلد يفرز عند المشي عرقاً يحتوي على حمض الليبتين، وهو هرمون يرتبط بالتحفيز وتنشيط الطاقة، ويعتقد أن انخفاضه يسبب الكسل والخمول. لذلك، فالحركة ليست رفاهية بل ضرورة بيولوجية.
فوائد المشي كما يراها الطب الحديث تشمل التقليل من التوتر والضغط النفسي، فالمشي المنتظم يفرز الإندورفين، المعروف بهرمون السعادة. كما يساعد في خسارة الوزن، حيث يحرق السعرات ويزيد من معدل الأيض، ويتحكم في السكر والكوليسترول، ويحسن استجابة الخلايا للأنسولين ويخفض الدهون الضارة. ينشط المشي الكلى والكبد والعين من خلال تحسين الدورة الدموية وزيادة الأوكسجين، ويعزز صحة القلب والشرايين، ويخفف من تصلب الشرايين وينظم ضغط الدم، ويحسن الهضم والقولون، ويقلل من الانتفاخ واضطرابات الجهاز الهضمي، ويرفع كفاءة المناعة لأنه يحفز الخلايا الدفاعية ويحسن مقاومة الجسم للفيروسات، ويقوي العضلات والعظام، ويحمي من هشاشة العظام وآلام المفاصل.
رأي الأطباء والمختصين
في مقولة مشهورة لأحد الأطباء الأمريكيين تثبت فوائد المشي: "لو تمكنا من وضع فوائد المشي في حبة دواء، لصنفت كأعجوبة القرن، لكنه دواء بلا عبوة، موجود تحت أقدامنا".
المشي أول وصفة طبية مهملة
يرى الدكتور فايز عباس اختصاص طب عام، أنه ليس هنالك مرض عضوي أو نفسي إلا وكان للمشي دور مباشر أو غير مباشر في علاجه أو التخفيف من أعراضه، فالمشي هو أول وصفة طبية أهملها الناس.
مشروع بسيط تأثيره كبير
ويضيف د.عباس، مقتبساً مقولة أحد الأطباء: "لو أُنشئ مضمار للمشي حول كل مستشفى، ومشى الناس حوله، لما دخل المستشفى نصف مَن هم فيه الآن، ولخرج من المستشفى نصف من فيه". ولفت د. عباس إلى أن قضية مهمة، قائلاً: الإنسان خلق "مشّاءً" بطبيعته، ولا يوجد شيء بالكون عن عبث، فالمشي ليس مجرد حركة، بل نمط حياة وجزء من كيمياء العافية، وفي وقت تتزايد فيه معدلات الأمراض المزمنة، نحتاج إلى أن نعود إلى أبسط علاج: "أن نمشي".
دراسات علمية داعمة
دراسة من Mayo Clinic وجدت أن المشي لمدة 30 دقيقة يومياً يقلل خطر الوفاة المبكرة بنسبة 33%. دراسة من جامعة ستانفورد أثبتت أن المشي يعزز التفكير الإبداعي بنسبة 60%. المعهد الوطني للصحة الأمريكي (NIH) أشار إلى أن المشي اليومي المنتظم يقلل فرص الإصابة بالاكتئاب بنسبة تصل إلى 40%.
اخبار سورية الوطن 2_سانا