الإثنين, 1 سبتمبر 2025 09:45 AM

بعد غياب 15 عامًا: رصد طائر "البو لوي" النادر في طرطوس يثير التفاؤل

بعد غياب 15 عامًا: رصد طائر "البو لوي" النادر في طرطوس يثير التفاؤل

أفاد سكان محليون في صافيتا بريف محافظة طرطوس برصد طائر "البو لوي"، وهو الاسم المحلي المتداول له، بعد غياب دام حوالي 15 عامًا. وقد أثار هذا الظهور موجة من التفاؤل بين الأهالي.

يعتقد البعض في الموروث الشعبي أن ظهور هذا الطائر يبشر بعام مليء بالخير والأمطار الوفيرة، وهو ما انعكس في التعليقات المتداولة على مقاطع الفيديو التي وثقت هذا الحدث.

الدكتورة بسيمة الشيخ، اختصاصية الحياة البرية في كلية الهندسة الزراعية بجامعة اللاذقية، أوضحت أن الاسم الشائع للطائر، "البو لوي"، مشتق من حركة الالتواء التي يتميز بها رأسه، والتي تشبه حركة الأفعى. وأشارت إلى أن الاسم العربي الفصيح للطائر هو ملتوي الرقبة (اللوّاء)، وهو ينتمي إلى عائلة نقارات الخشب.

يكتسب الطائر هذه التسمية لقدرته الفريدة على تحريك رأسه بزاوية تصل إلى 180 درجة عند شعوره بالخطر أو عند الإمساك به. ويستخدم هذه القدرة، بالإضافة إلى إصدار أصوات "هسهسة"، لإخافة أعدائه.

كما يتظاهر الطائر بالموت عن طريق الاسترخاء وإغلاق عينيه عند تعرضه للخطر. وأشارت الدكتورة الشيخ إلى أن هذا السلوك الغريب للطائر أدى إلى استخدامه في الماضي في أعمال السحر وكتميمة لإعادة الحبيب التائه.

يعيش طائر "اللوّاء" في المناطق الريفية المفتوحة والبساتين والغابات، بينما يفضل في أوروبا غابات الصنوبر والأماكن المفتوحة وحواف الغابات. وهو طائر مهاجر يشكل مجموعات صغيرة خلال الهجرة وفي أماكن سكنه الشتوية، ولكنه عادة ما يوجد في شكل أزواج خلال فصل الصيف.

يساعد لون ريشه الذي يشبه قشور الأشجار على التكيف مع البيئة الشجرية والتخفي. ويتغذى بشكل رئيسي على النمل، الذي يشكل 90% من غذائه، ويستخدم لسانه الطويل اللزج للوصول إلى النمل في الشقوق.

يعيش الطائر في تجاويف جذوع الأشجار أو الشقوق الموجودة في الجدران أو صناديق التعشيش، وهي أماكن آمنة ومحمية من الحيوانات المفترسة.

تعتبر وفرة مواقع التعشيش وأعداد النمل، بالإضافة إلى ممارسات الزراعة الحديثة، من العوامل المحددة لتكاثر ملتوي الرقبة. وبحسب تصنيف الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN)، يعتبر هذا الطائر غير مهدد، على الرغم من أن تعداده قد يشهد انخفاضًا طفيفًا.

يقدر تعداد طائر "اللوّاء" العالمي بنحو 15 مليون طائر، ويتركز أكبر تعداد له في أوروبا. وترتبط بعض الحيوانات في الثقافة السورية بالمعتقدات الموروثة التقليدية.

مشاركة المقال: