الخميس, 18 سبتمبر 2025 01:49 AM

انقطاع الاتصالات يخنق دير الزور: خسائر فادحة للتجار وجهود لإيجاد حلول جذرية

انقطاع الاتصالات يخنق دير الزور: خسائر فادحة للتجار وجهود لإيجاد حلول جذرية

علي البكيع ـ دير الزور

تعاني مدينة دير الزور من انقطاعات متكررة في شبكات الاتصالات، مما أدى إلى شلل شبه كامل في الحياة اليومية والأنشطة التجارية، وتكبيد أصحاب الأعمال والشركات خسائر مادية كبيرة. وفي المقابل، يؤكد المسؤولون أن أسباب هذه الانقطاعات متعددة وتتطلب حلولاً جذرية.

قطاع الأعمال يدفع الثمن

تؤثر انقطاعات الاتصالات بشكل مباشر على القطاعات الحيوية، وعلى رأسها التجارة والصرافة، حيث يعتمد أصحابها بشكل كبير على الإنترنت والهاتف في تسيير أعمالهم. يقول محمد علي الهلال، صاحب محل تجاري، لنورث برس: "أعاني كثيراً من الانقطاعات، فكل عملي يعتمد على التواصل مع التجار والعملاء. ومع كل انقطاع، أفقد القدرة على متابعة الشحنات وتلبية طلبات الزبائن، مما يجبرهم أحياناً على قطع مسافات طويلة للحصول على حاجاتهم". ويضيف: "ألجأ غالبًا إلى الإنترنت الفضائي كحل بديل، لكني آمل أن تتم معالجة المشكلة سريعًا، خاصة وأن الشبكة ضعيفة جدًا خارج المدينة".

من جانبه، يقول عبد الرحمن الحسن، صاحب مكتب صرافة، لنورث برس إن كثرة الانقطاعات تكبده خسائر مباشرة: "يتغير سعر الصرف في أي لحظة، ومع ضعف الاتصال نضطر إلى إيقاف أعمالنا أو الاعتماد على بدائل مثل الإنترنت الفضائي أو شبكة آرسيل". ويتابع: "الأمر ينعكس أيضاً على العملاء والموظفين الذين يتقاضون رواتبهم عبر تطبيق ’شام كاش‘، إذ نضطر إلى تأجيل معاملاتهم أو الاعتذار منهم". ويرى الحسن أن الحل يكمن في إدخال شركات اتصالات جديدة لتأمين خدمات إنترنت أسرع وأكثر استقراراً.

أسباب متعددة وراء الأزمة

يؤكد مهندسو الشبكة أن أسباب الانقطاعات متنوعة، تتراوح بين السرقات والأعطال الطارئة وأعمال الحفر غير المنسقة. يقول المهندس سفيان الشريف، مدير التشغيل والصيانة لنورث برس: "الانقطاعات تنتج أحياناً عن تجاوزات على الكابل الضوئي، أو سرقته، أو أعمال حفر غير منسقة مع الاتصالات، فضلاً عن تلف الكابلات بسبب القوارض. كما يمكن أن تحدث أعطال طارئة يصعب التنبؤ بها". ويضيف: "لا يوجد جدول زمني ثابت للإصلاح، فالأمر يتطلب تحديد موقع العطل وتأمين الآليات اللازمة، مما يستغرق وقتاً. ومع ذلك، يعمل فريقنا في الشعبة الضوئية جاهدًا لإصلاح الأعطال بأسرع ما يمكن".

ويشير الشريف إلى أن التنسيق مع شركات الاتصالات يتم عبر "الشركة السورية للاتصالات"، موضحاً أن بعض الانقطاعات الأخيرة حصلت في منطقة تدمر التابعة إدارياً لحمص، إلا أن المتضرر الأكبر هم سكان دير الزور والمنطقة الشرقية، بما فيها الحسكة والرقة.

بدوره، يوضح محمد أمين الإبراهيم، رئيس الشعبة الضوئية، لنورث برس، أن دير الزور ذات مساحة واسعة تمتد من الحدود العراقية شرقاً حتى الرقة غرباً، وإلى تدمر جنوباً، مما يصعّب من مهمة المتابعة. ويضيف: "الاعتداءات على الكابلات كثيرة، سواء من قبل مواطنين أو جهات حكومية نتيجة غياب التنسيق، إضافة إلى سرقات يرتكبها ضعاف النفوس الذين يظنون أن الكابل نحاسي، بينما هو ألياف زجاجية عديمة القيمة المادية. كما تسبب القوارض تلفاً متكرراً للكابلات".

خطط ومصاعب

تؤكد إدارة الاتصالات في دير الزور أنها تضع خططاً لمعالجة الأزمة، لكن التنفيذ يواجه تحديات كبيرة. يقول محمد أمين: "نسعى إلى إعادة تشغيل كابل قديم كخط احتياطي، بحيث يخدم المصارف والدوائر الحكومية والاتصالات الخلوية والإنترنت بالحد الأدنى، لتفادي الانقطاع الكلي عن المحافظة". لكنه يشير في الوقت نفسه إلى صعوبات كبيرة، منها المسافات الطويلة ونقص مادة الديزل لتشغيل الآليات: "في حال وقوع عطل بتدمر مثلاً، يحتاج الفريق أكثر من ساعتين ونصف للوصول إلى الموقع، فضلاً عن الوقت الطويل المطلوب لأعمال الحفر". ويكشف عن خطة مستقبلية وصفها بـ"الجريئة"، تقوم على توسيع حزمة الإنترنت بإضافة 10 غيغابايت لتلبية احتياجات السكان.

تحرير: معاذ الحمد

مشاركة المقال: