الأحد, 21 سبتمبر 2025 08:52 PM

أمير سماوي: قراءة في شعرية الأمل والمقاومة من دمشق إلى طرطوس

أمير سماوي: قراءة في شعرية الأمل والمقاومة من دمشق إلى طرطوس

يقف الشاعر أمير سماوي اليوم كصوت ملحمي يحمل هم الوطن المثخن بالجراح، وشاهدًا على زمن تحطم فيه اليقين. في هذا المقال، نقوم بقراءة مختارات من نصوصه التي تتراوح بين السرد الشعري والتعبير الفلسفي.

في قصيدته "أيها الوطن"، يظهر الوطن ككائن حي يعاني من غدر أبنائه. يقول سماوي: "لا يطيقونك شاباً يتماهى بحرَ عشق"، معبراً عن الصراع بين الشباب المتطلع إلى المستقبل والمتمسكين بالماضي. تعكس هذه الصور قسوة الواقع الاجتماعي وتطرح تساؤلات حائرة.

في قصيدة "شآبيب الضحايا"، يكشف سماوي عن فساد القيم وتأثيرها السلبي على الفرد والمجتمع، مشيراً إلى فقدان الأمل وكشف من يزدرون القيم الإنسانية النبيلة. يقدم تشريحاً وجودياً لذات منكسرة في عالم من الرياء والاتهامات الباطلة.

أما في نص "كان لي موعد أن أصلح عمري"، فيعكس سماوي حالة من الخيبة أمام التحديات، حيث يجد نفسه عاجزاً عن إتمام حلمه. يظهر صوت الشاعر الداخلي الذي يسائل نفسه عن ماهية وجوده ويبحث عن معنى الحياة وسط الفوضى.

تتميز لغة أمير سماوي بجمالية عالية وبلاغة قوية. في قصيدته "دمشق"، يصوّرها كمدينة ملهمة ومصدر للنور، كرمز للنهوض. تتحول المدينة إلى كائن حي، إلى أم ومعشوقة وشهيدة. دمشق عند سماوي هي "أول الدنيا وآخرها".

من خلال نصوصه، يعيد أمير سماوي صياغة الواقع عبر صور شعرية تعكس محنًا كبيرة. يطرح تساؤلات فلسفية وفكرية تتعلق بالمجتمع والمستقبل والمثقف. سماوي هو شاعر المأساة السورية بامتياز، وشعره سجل للألم وإرادة الحياة. تتراوح لغته بين الرمزية العالية والصرخة الواضحة، ليكشف قبح العالم ويحفر تحت أنقاضه بحثاً عن بصيص أمل.

يذكر أن الشاعر بدأ مسيرته الشعرية مبكراً، متبعاً سنة أسلافه في الشعر العمودي والموزون، ثم انتقل لأشكال التفعيلة وقصيدة النثر، وله عشر مجموعات شعرية.

يشير إلى أن قصيدة "طرطوس" تصف جمال المدينة وأهميتها الثقافية والتاريخية.

المصدر: اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: