الإثنين, 22 سبتمبر 2025 01:30 AM

تساقط الشعر في الخريف: لماذا يحدث وكيف نتعامل معه؟

تساقط الشعر في الخريف: لماذا يحدث وكيف نتعامل معه؟

مع قدوم فصل الخريف، يتجدد قلق العديد من النساء بشأن تساقط الشعر، الذي يتحول إلى مصدر إزعاج وضغط نفسي، خاصةً لمن يعتبرن الشعر جزءًا أساسيًا من جمالهن وثقتهن بأنفسهن. وبينما تبحث البعض عن حلول سريعة في مستحضرات العناية أو الوصفات المنزلية، يؤكد الخبراء أن هذه الظاهرة موسمية في المقام الأول.

فقد كشف فاليري ليتفينوف، كبير باحثي قسم الكيمياء والتكنولوجيا الحيوية في جامعة “بيرم” الوطنية للأبحاث التقنية ومرشح العلوم الطبية، الأسباب التي تؤدي إلى تفاقم تساقط الشعر في الخريف، مشيرًا إلى أن هذه الظاهرة طبيعية ولا تستدعي القلق إذا بقيت ضمن الحدود المعتادة.

ووفقًا لدراسة ليتفينوف، فإن معدل تساقط الشعر الطبيعي يصل إلى مئة شعرة يوميًا، ويتأثر بتغير الفصول، خاصةً مع قصر ساعات النهار مقارنة بالصيف.

الجذور التطورية لتساقط الشعر الموسمي

أوضح ليتفينوف أن هذه الظاهرة تمثل جزءًا من آلية بيولوجية قديمة موروثة، حيث اكتسب الإنسان ما يشبه التبدل الموسمي الذي يظهر لدى الحيوانات، مثل تساقط الشعر عند تغير البيئة للتكيف مع الحاجة إلى التدفئة أو مقاومة الحرارة والإشعاع. وعلى الرغم من أن التكيف الوظيفي لهذه الخاصية قد تضاءل نتيجة للتغيرات الاجتماعية، إلا أن الإيقاع البيولوجي لا يزال محفوظًا.

التغيرات الهرمونية ودورها البيولوجي

خلال فصلي الربيع والصيف، تكون هرمونات النهار في أوج نشاطها، مثل “السيروتونين” الذي يحسن المزاج والدورة الدموية، وفيتامين د، مما يعزز نمو الشعر وزيادة كثافته وقوته. ومع بداية الخريف والشتاء، تنخفض مستويات هذه المواد، ويدخل بعض الشعر في مرحلة سكون ويتساقط تدريجيًا، نتيجة لنقص ضوء النهار الذي يؤدي إلى زيادة إفراز هرمون “الميلاتونين” من الغدة الصنوبرية، والذي يعمل كإشارة لبصيلات الشعر للدخول في مرحلة الراحة وتوقف النمو.

تستغرق الفترة بين هذه الإشارة الهرمونية وظاهرة تساقط الشعر الفعلية من شهرين إلى ثلاثة أشهر، وهي المدة اللازمة لاستكمال دورة النمو البيولوجية وانفصال الشعر عن البصيلات، لذلك يلاحظ ذروة التساقط خلال شهري تشرين الأول وتشرين الثاني، على الرغم من أن الآلية تبدأ غالبًا في شهري آب وأيلول.

عوامل مساعدة

بالإضافة إلى التغيرات الهرمونية، هناك عوامل أخرى تزيد من حدة التأثير:

  • حرارة الصيف والإشعاع فوق البنفسجي الذي يسبب الإجهاد التأكسدي، مما يضر بخلايا البصيلات ويضعف دورة نمو الشعر.
  • الضغوط النفسية والإجهاد المتراكم خلال الصيف، والذي يؤثر لاحقًا على فروة الرأس، وتظهر نتائجه في صورة تساقط الشعر في الخريف.

متى يكون التساقط مقلقًا؟

يشير الخبير إلى أن التساقط الطفيف بعد غسل الشعر أو أثناء تمشيطه أمر طبيعي ولا يستدعي القلق، ولكن إذا لوحظ تساقط بكميات كبيرة أو ظهور بقع صلعاء واضحة، فمن الأفضل استشارة طبيب مختص.

نصائح للحد من تأثيرات التساقط الموسمي

يقدم الباحث عدة توصيات للحفاظ على شعر صحي خلال المواسم:

  • اتباع نظام غذائي متوازن مع مراعاة الفيتامينات الضرورية.
  • العناية بفروة الرأس وسلوكيات العناية بالشعر الجيدة.
  • تجنب التوتر النفسي، الذي يعرقل تروية البصيلات بالدم ويحفز التساقط.

قد تتطلب الحالة تدخلات تجميلية مثل “الميزوثيرابي” أو العلاج بالبلازما، والتي تكون مفيدة عندما يكون التساقط الموسمي مصحوبًا بضعف في كثافة الشعر. ويؤكد ليتفينوف أن تساقط الشعر الموسمي في الخريف هو عملية مبرمجة بيولوجيًا، وأن معظم الحالات لا تتطلب تدخلًا طبيًا ما لم تتجاوز الحدود الطبيعية.

مشاركة المقال: