الأربعاء, 24 سبتمبر 2025 07:26 PM

تزايد الضغوط الدولية: حلفاء أمريكا يعترفون بدولة فلسطينية في تحدٍ لسياسة ترامب

تزايد الضغوط الدولية: حلفاء أمريكا يعترفون بدولة فلسطينية في تحدٍ لسياسة ترامب

في تصعيد للإحباط الدولي تجاه سياسة واشنطن بشأن الحرب في غزة، اتجه حلفاء الولايات المتحدة إلى العلن في الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، معترفين بدولة فلسطينية، في خطوة تمثل اختباراً كبيراً لسياسة الرئيس دونالد ترامب في الشرق الأوسط.

بعد وعوده بإنهاء الصراع بين إسرائيل وحماس سريعاً، يبدو أن ترامب يقف موقف المتفرج بينما تصعد القوات الإسرائيلية هجومها على قطاع غزة، مع تردده في كبح جماح أقرب حلفاء واشنطن في المنطقة.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فاجأ ترامب بضربة على قيادات حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطر، مما أفشل مساعي إدارة ترامب للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن.

ومنذ ذلك الحين، شنت إسرائيل هجوماً برياً على غزة دون اعتراض من الولايات المتحدة، وسط تنديد عالمي بالأزمة الإنسانية المتفاقمة.

في تحدٍ لتحذيرات ترامب، أعلنت مجموعة من حلفاء الولايات المتحدة، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا، اعترافها بدولة فلسطينية، في تحول دبلوماسي كبير.

ويرى براين كاتوليس، الزميل بمعهد الشرق الأوسط للأبحاث في واشنطن، أن ترامب لم يحقق أي تقدم في المنطقة، خاصة على الجبهة الإسرائيلية الفلسطينية، وأن الأمور باتت أسوأ مما كانت عليه.

ومع أن نهاية الصراع المستمر منذ عامين تبدو بعيدة المنال، فإن تهميش ترامب زاد الشكوك حول ادعاءاته بأنه صانع سلام بارع يستحق جائزة نوبل للسلام.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون صرح بأنه إذا كان ترامب يريد حقاً الفوز بنوبل، فعليه أن يوقف الحرب في غزة، مؤكداً أن الرئيس الأميركي هو الوحيد القادر على ذلك، لأنه يوفر الأسلحة التي تسمح بشن الحرب.

محللون يرون أن عدم رغبة ترامب في استخدام نفوذ واشنطن للتأثير على نتنياهو يعكس إدراكه لتعقيد الصراع، بينما يرى آخرون أنه قبول بأن نتنياهو سيتصرف وفق ما يراه مناسباً لمصلحة إسرائيل.

تكهنات أخرى تشير إلى انشغال ترامب بقضايا محلية مثل مقتل حليفه تشارلي كيرك وفضيحة جيفري إبستين ونشر قوات الحرس الوطني في مدن يقودها الديمقراطيون.

البيت الأبيض لم يرد بعد على طلب للتعليق.

على الرغم من أنه بدا أقل انخراطاً في قضية غزة، التقى ترامب بزعماء من السعودية والإمارات وقطر ومصر والأردن وتركيا وإندونيسيا وباكستان على هامش اجتماعات الأمم المتحدة.

موقع “أكسيوس” توقع أن يعرض ترامب مقترحات أميركية للحكم في مرحلة ما بعد الحرب في غزة دون مشاركة حماس، وأن يدفع الدول العربية والإسلامية للمساهمة بقوات عسكرية لتوفير الأمن.

على الرغم من تعبير ترامب عن نفاد صبره من طريقة تعامل نتنياهو مع الحرب، أوضح أنه غير مستعد للتراجع عن دعمه القوي لإسرائيل أو التأثر بتأييد الدول الأخرى لإقامة دولة فلسطينية، معتبراً أن هذه الإعلانات تؤدي إلى استمرار الصراع.

فرنسا وبريطانيا وكندا وأستراليا وغيرها أصرت على أن الاعتراف بدولة فلسطينية سيساعد في الحفاظ على فرص “حل الدولتين” وسيساعد على إنهاء حرب غزة.

محللون رأوا في موقف القادة في الأمم المتحدة رسالة واضحة للرئيس الأميركي، حيث قالت لورا بلومنفيلد، الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط، إن كل شيء يعتمد على ترامب، الذي يمكنه إنهاء الحرب بكلمة واحدة لنتنياهو.

الولايات المتحدة هي مزود إسرائيل الرئيسي بالأسلحة وتوفر لها الحماية الدبلوماسية في الأمم المتحدة، وقد استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار لمجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق النار في غزة.

ترامب لم يعط أي إشارة إلى أنه سيستخدم نقاط الضغط هذه، وحتى بعد قصف إسرائيل مكتباً لحماس في قطر، أجرى ترامب مكالمة هاتفية مع نتنياهو لكنه لم يتخذ أي إجراء.

العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة تتطلب موافقة مجلس الأمن، حيث تتمتع الولايات المتحدة بحق النقض (الفيتو).

محللون رفضوا استبعاد احتمال أن يستنفد نتنياهو صبر ترامب، ومن المقرر أن يزور رئيس الوزراء الإسرائيلي البيت الأبيض يوم الاثنين المقبل.

الضربة الإسرائيلية في الدوحة أضعفت آمال ترامب في انضمام المزيد من دول الخليج إلى اتفاقات إبراهيم، وتدرس إسرائيل الآن ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.

الحكومة الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل أعلنت أنه لن تكون هناك دولة فلسطينية، وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى أن هجوم حماس في السابع من أكتوبر تسبب في مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة، بينما أودت العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة بحياة أكثر من 65 ألف شخص.

الإمارات هددت بتعليق عضويتها في اتفاقات إبراهيم إذا مضت إسرائيل قدماً في ضم الضفة الغربية، ويرى خبراء أن هذه الخطوة ستغلق الباب أمام انضمام السعودية إلى الاتفاقات، مرجحين ألا يقدم نتنياهو على ضم الضفة الغربية دون ضوء أخضر من ترامب.

جوناثان بانيكوف، المسؤول السابق بالمخابرات الوطنية الأميركية، يرى أن ترامب سيسمح لنتنياهو بفعل ما يعتقد أنه صائب علناً، لكن يمكن للرئيس وفريقه ممارسة بعض الضغوط سراً.

مشاركة المقال: