الإثنين, 29 سبتمبر 2025 11:26 AM

جمال سليمان وغسان زكريا يتعاونان في مسلسل «التغريبة السورية» الذي يروي فصول المعاناة

جمال سليمان وغسان زكريا يتعاونان في مسلسل «التغريبة السورية» الذي يروي فصول المعاناة

لفت السيناريست السوري غسان زكريا الأنظار إليه مبكراً، عندما كتب مسلسل الظاهر بيبرس (إخراج محمد عزيزية) وهو في التاسعة عشرة من عمره، ثم تخصص في الدراما التاريخية الرائجة آنذاك. ورغم تقديمه نصوصاً اجتماعية معاصرة ناجحة، ظل اسمه مرتبطاً بالأعمال التاريخية التي حقق فيها نجاحات متكررة.

اضطر زكريا إلى مغادرة سوريا بعد ملاحقات أمنية إثر اندلاع الحرب، ولجأ إلى فرنسا مع زوجته المخرجة إيناس حقي. وخلال إقامته في المنفى، عمل في الترجمة وشارك في عدد محدود من المسلسلات، وأنجز سلسلة وثائقيات لراديو BBC، حافظ من خلالها على تواصله مع الشأن السوري.

يعود زكريا إلى الدراما السورية من بوابة واسعة، بعد أن أصبح بإمكان العديد من السوريين زيارة بلادهم والعمل من داخلها. وقد بدأ بالفعل بكتابة سيناريو مسلسل بعنوان مبدئي «التغريبة السورية»، يروي قصة عائلة سورية عانت بشدة خلال السنوات الأولى من الحرب، وواجهت قسوة النظام الذي رد على مطالب الناس بالرصاص، ما أدى إلى تهجير وتشريد العديد من الأسر.

تُعد تجربة زكريا في الكتابة عن الحرب السورية خطوة فريدة، إذ يسعى لتسليط الضوء على المعاناة الإنسانية التي عاشها السوريون والآثار العميقة للنزاع المستمر منذ أكثر من عقد. يقدم العمل سرداً واقعياً يعكس جانباً من الأهوال التي واجهتها الأسر السورية، ويبرز القيم الإنسانية التي وُضعت تحت أقسى الظروف.

يستند «التغريبة السورية» إلى قصة كتبها النجم جمال سليمان، تمتاز بالتكثيف والتشويق والتنوع، ما يمنح زكريا قاعدة صلبة لبناء نص درامي متماسك وغني. وتُعد هذه التجربة الأولى من نوعها لسليمان في مجال كتابة القصص الدرامية التي تنطلق من أحداث وطنية وإنسانية معاصرة.

من المتوقع أن يثير المسلسل اهتماماً واسعاً، نظراً لحساسية موضوعه الذي لا يزال يعكس واقعاً معيشاً في سوريا. ورغم أن قصصاً مشابهة قُدّمت سابقاً بوجهات نظر مغايرة وبإشراف السلطة، إلا أنها المرة الأولى التي يُتاح فيها لفنانين معارضين للنظام العمل بحرية ومن داخل البلاد على مشروع يجمع بين التوثيق والبعد الإنساني والترفيهي في آن واحد.

مشاركة المقال: