الأربعاء, 1 أكتوبر 2025 02:08 AM

باحث سوري يحقق اختراقاً علمياً: تعديل جيني لطفيل اللشمانيا لإنتاج بروتين علاجي واعد

باحث سوري يحقق اختراقاً علمياً: تعديل جيني لطفيل اللشمانيا لإنتاج بروتين علاجي واعد

أعلن الباحث السوري فراس سقا أميني، من كلية العلوم بجامعة دمشق، عن نجاحه في تعديل طفيليات اللشمانيا جينياً لإنتاج بروتين علاجي بشري، مما يفتح آفاقاً جديدة لسوريا في مجال صناعة الأدوية الحيوية على مستوى العالم.

وفي حديث خاص لوكالة سانا خلال فعاليات معرض جامعة دمشق للاختراع والتطوير، أوضح سقا أميني، المتخصص في البيولوجيا الجزيئية والتقانة الحيوية، أنه قام بتعديل جينات طفيليات اللشمانيا، المسببة لداء اللشمانيا المعروف بـ "حبة حلب"، بهدف إنتاج دواء حيوي يخدم مجالات طبية واقتصادية متعددة. وأكد أن هذا الإنجاز يمثل خطوة هامة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج الأدوية الحيوية في سوريا.

وأشار إلى أن الاختراع يعتمد على إنتاج دواء حيوي باستخدام طفيليات اللشمانيا المحلية، التي تم عزلها من شخص مصاب، ثم تعديلها جينياً لإنتاج البروتين البشري المعروف بـ "IGF1"، وهو عامل النمو الذي يحفز الخلايا على النمو والتكاثر.

وأوضح أميني أن هذا البروتين يمكن استخدامه في علاج حالات مثل القزامة، ومتلازمة لارون، ومرض التصلب اللويحي. كما يمكن أن يستفيد منه لاعبو كمال الأجسام لتعزيز نمو العضلات وزيادة الكتلة العضلية، مما يجعله ذا قيمة علاجية واقتصادية كبيرة، خاصةً وأنه يمثل نظام إنتاج جديداً على مستوى العالم، حيث لم يسبق إنتاج بروتين "IGF1" باستخدام طفيليات اللشمانيا.

وأضاف أن آلية عمل النظام الجديد تعتمد على تعديل جينوم طفيلي اللشمانيا، ثم اختبار إنتاج البروتين باستخدام تقنية "ELISA"، والتأكد من فعاليته باستخدام اختبار "MTT". وأكد أنه تم التوصل إلى نظام يمكن من خلاله إنتاج أي دواء حيوي آخر باستخدام طفيلي الليشمانيا، مشيراً إلى أن إنتاج بروتين "IGF1" يتم لأول مرة في سوريا بهذه الطريقة، وأن الاعتماد على طفيليات اللشمانيا في إنتاجه قد يجعل سوريا أول دولة في العالم تنتج هذا البروتين بهذه الآلية.

كما بين أميني أن طفيليات الليشمانيا يمكن أن تسبب قرحاً جلدية شديدة (داء الليشمانيات الجلدي)، وأن الأدوية الحيوية هي علاجات تُصنع من كائنات حية أو مواد مشتقة منها وتستخدم لعلاج أمراض عديدة.

يذكر أن معرض جامعة دمشق 2025 للاختراع والتطوير، الذي انطلق قبل يومين واختتم فعالياته في قاعة رضا سعيد للمؤتمرات في الجامعة، شهد عرض ابتكارات واختراعات متعددة لعشرات الطلاب في مرحلتي الإجازة والدراسات العليا، قدمت حلولاً لعدد من الصعوبات في المجالات العلمية والطبية والإنسانية والإغاثية، مما يسهم في تحسين الجانب الخدمي في هذه القطاعات بأقل وقت ونتائج جيدة.

مشاركة المقال: