أعلنت الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية عن وصول الباخرة "PRINCE HADI" القادمة من الأرجنتين، مساء الثلاثاء 30 أيلول الماضي، إلى مرفأ اللاذقية. تحمل الباخرة شحنة تقدر بحوالي 24 ألف طن من الذرة العلفية الصفراء وفول الصويا، وفقًا لما نشرته الهيئة على منصة "فيسبوك".
أوضح مازن علوش، مدير العلاقات العامة في الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية، أن استيراد هذه الكميات من الذرة وفول الصويا يأتي ضمن الجهود المبذولة لتلبية احتياجات السوق المحلية من الأعلاف الحيوانية الأساسية. وأشار في حديثه إلى عنب بلدي، إلى أن هذه الشحنة ستساهم في دعم السوق المحلية، حيث أنها مخصصة بشكل أساسي لقطاع الثروة الحيوانية، وستعمل على توفير الأعلاف للمربين ودعم استقرار هذا القطاع الحيوي، مما سينعكس إيجابًا على استقرار السوق المحلي وتوفير مستلزمات الإنتاج الزراعي والاقتصادي.
وفيما يتعلق بعملية التفريغ، ذكر علوش أن المدة اللازمة لتفريغ كامل الشحنة تقدر بحوالي سبعة أيام، وقد تم حتى الآن تفريغ ما يقارب تسعة آلاف طن من إجمالي الحمولة، وذلك بجهود متواصلة من كوادر المرفأ لضمان انسيابية العمل وسرعته.
اقتصاديًا.. ما أثرها؟
أكد عبد الرحمن محمد، الأستاذ الجامعي في كلية الاقتصاد بجامعة "حماة" والخبير الاقتصادي، أن هذه الشحنة من الذرة وفول الصويا تمثل دفعة قوية لتلبية احتياجات السوق المحلي من الأعلاف، خاصة في ظل الارتفاع العالمي في أسعارها. وأضاف في حديثه مع عنب بلدي، أنها تعكس جهود الحكومة أو القطاع الخاص في تأمين المواد الأساسية لتخفيف الضغط على المربين. ويرى أن تأثير هذه الشحنة على السوق المحلية يتمثل في:
- المساهمة في تخفيف النقص في الأعلاف.
- المساعدة على استقرار السوق وتقليل الاعتماد على الاستيراد المستمر.
- إمكانية حدوث انخفاض طفيف في أسعار الأعلاف، مما يخفف العبء المالي على المربين.
وأشار إلى أن الذرة الصفراء وفول الصويا يعتبران مكونين أساسيين في صناعة الأعلاف، حيث يوفران البروتين والطاقة اللازمة لنمو الحيوانات، مما يدعم قطاع التربية الحيوانية ويعزز إنتاج اللحوم والألبان، وبالتالي تحقيق الأمن الغذائي. وتوقع انخفاضًا نسبيًا في أسعار الأعلاف، مما يخفف من تكاليف الإنتاج على المربين، وقد يؤدي ذلك إلى استقرار أسعار المنتجات الحيوانية في الأسواق المحلية.
خارطة لدعم الإنتاج المحلي
اقترح الدكتور عبد الرحمن محمد خارطة طريق لدعم الإنتاج المحلي من فول الصويا والذرة العلفية الصفراء، تتضمن:
تشجيع الزراعة المحلية:
- تقديم حوافز مالية للمزارعين لزراعة الذرة الصفراء وفول الصويا.
- توفير البذور المحسنة والأسمدة بأسعار مدعومة.
البحث والتطوير:
- الاستثمار في الأبحاث الزراعية لتحسين إنتاجية المحاصيل.
- تطوير تقنيات ري حديثة لتقليل استهلاك المياه.
إنشاء مصانع محلية:
- دعم إنشاء مصانع لإنتاج الأعلاف محليًا باستخدام المواد الخام المحلية.
- توفير قروض ميسرة للمستثمرين في هذا المجال.
التعاون مع القطاع الخاص:
- تشجيع الشراكات بين الحكومة والقطاع الخاص لتطوير سلاسل التوريد.
- ضمان تسويق المحاصيل بأسعار عادلة.
وختم حديثه بالتأكيد على أنه في ظل التحديات الاقتصادية وارتفاع تكاليف الأعلاف، يعتبر وصول شحنات كبيرة من الذرة الصفراء وفول الصويا خطوة إيجابية، لكنها ليست الحل الوحيد، ويجب التركيز على تعزيز الإنتاج المحلي من خلال سياسات مستدامة تدعم المزارعين والمربين على حد سواء.
باخرة منتجات تجارية
وفي سياق متصل، وصلت الباخرة "MONTREAL" التابعة لشركة الشحن العالمية "CMA CGM" إلى مرفأ اللاذقية البحري في 21 أيلول الماضي. حملت الباخرة شحنات متنوعة من المواد والمنتجات التجارية، مما يعزز توفر السلع في الأسواق ويدعم النشاط الاقتصادي، بحسب ما ذكرته الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية في صفحتها على "فيسبوك".
أشار مازن علوش، مدير العلاقات في الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية، في تصريح سابق لعنب بلدي، إلى أن الباخرة سفينة حاويات ضخمة يبلغ طولها نحو 200 متر وعرضها 32 مترًا، وتصل طاقتها الاستيعابية إلى حدود 2500 حاوية قياسية (TEU). وكشف علوش أن الباخرة حملت شحنة كبيرة ومتنوعة، من بينها سيارات جديدة ومستعملة، وجرارات زراعية، وسلع استهلاكية، ومواد غذائية مثل الموز والسكر والأرز والمعلبات، بالإضافة إلى أدوات كهربائية وقطع تبديل وأسمدة ومواد بناء وأقمشة، معتبرًا أن هذه الكميات تمثل الحصة المخصصة للسوق السورية من حمولة السفينة الضخمة.