الثلاثاء, 7 أكتوبر 2025 05:50 PM

اختراق المسيّرات الروسية لأوروبا يثير القلق: ألمانيا تخطط للدفاع وسط تحديات قانونية

اختراق المسيّرات الروسية لأوروبا يثير القلق: ألمانيا تخطط للدفاع وسط تحديات قانونية

كشف تسلل الطائرات المسيّرة إلى المجال الجوي الأوروبي عن ثغرات في الدفاعات الجوية للقارة. يسعى الاتحاد الأوروبي الآن إلى تعزيز حماية نفسه من التهديدات المحتملة، خاصة من روسيا، من خلال إنشاء ما يسمى "جدار الدفاع الجوي" لمواجهة الطائرات المسيرة.

بالتوازي مع ذلك، وفي ظل تصاعد المخاطر الأمنية، أعلنت وزارة الداخلية الألمانية عن خطة لإنشاء مركز متخصص للدفاع ضد الطائرات من دون طيار. تواجه ألمانيا تحديًا كبيرًا، حيث تحقق الأجهزة الأمنية في عمليات تجسس محتملة تقوم بها أسراب من المسيّرات على البنية التحتية الحيوية، مما أدى في عدة مناسبات إلى تعليق عملها كإجراء احترازي.

ما هي تفاصيل هذا المخطط؟ وما مدى إمكانية تنفيذه في ظل الحاجة إلى تعديلات قانونية لمواجهة هذه المسيّرات، التي يُعتقد أنها من تدبير روسي؟

أكد وزير الداخلية الألماني، الكسندر دوبراندت، أن الهدف من المخطط هو إنشاء مركز للدفاع ضد الطائرات من دون طيار، وتمكين الشرطة الفيدرالية والشرطة الجنائية وشرطة الولايات من التعاون في اكتشاف واعتراض التهديدات والاستجابة لها بشكل أفضل، وحتى إسقاط الطائرات.

بالإضافة إلى ذلك، يجري التخطيط لتعديل قانون أمن الطيران، الذي يسمح حاليًا للبوندسفير باستخدام وسائل الإنذار فقط. التعديل الجديد سيمكن القوات المسلحة من إجبار الطائرات على تغيير مسارها أو الهبوط، أو استخدام طلقات تحذيرية. كما سيمنح الجيش الألماني الحق في نشر قوات لمكافحة المسيّرات وإسقاطها في حالات الخطر الشديد. يهدف كل ذلك إلى الاستعداد وضمان حماية البنية التحتية الحيوية في ظل تزايد مستوى التهديدات.

في هذا السياق، أفادت مذكرة داخلية رسمية بتحليق مسيرات فوق عدد من الولايات، بما في ذلك شليسفيغ هولشتاين. وذكرت مجلة "دير شبيغل" أن السلطات تجري تحقيقًا في تشكيلات مشبوهة من الطائرات من دون طيار تحوم في مسارات متوازية لمسح المنشآت الأرضية، بما في ذلك مبنى برلمان الولاية ومقر الحكومة ومحطات الكهرباء والمستشفى الجامعي في كيل عاصمة الولاية، بالإضافة إلى رصد أعداد منها فوق قاعدة للجيش الألماني في سانتيز التابعة لولاية مكلمبورغ فوربومرن وفوق مقر البحرية في روستوك وطرق النقل العسكري على مساحة البلاد، إضافة إلى تحليقها قرب العديد من مطارات البلاد، وهو ما أسفر عن تعطيل الملاحة الجوية في عدد منها لساعات نتيجة الاشتباه في المسيّرات المجهولة المصدر.

أشارت صحيفة زود دويتشه تسايتونغ، استنادًا إلى أرقام مراقبة الحركة الجوية الألمانية، إلى أن حالات تعطيل الرحلات الجوية ازدادت مؤخرًا بسبب الطائرات المسيّرة في المطارات الألمانية، وكان آخرها مطار ميونخ. وبحلول نهاية أغسطس من هذا العام، سُجلت 144 حالة اضطراب بسبب الطائرات المسيّرة.

وحول سبب عدم إمكانية إسقاط هذه الأجسام ببساطة، أوضح الباحث في الشؤون الأوروبية، شتيفان شنايدر، لـ"النهار" أن هناك نقاشات حول صعوبة إسقاطها بسهولة بسبب المشاكل التي قد تنجم عن ذلك، مثل الأضرار المحتملة عند تحطمها فوق المناطق العسكرية المحظورة أو المناطق السكنية، مما يعرض حياة المدنيين للخطر.

ووفقًا لشنايدر، تبرز مشكلة أخرى تتعلق بتحديد الجهة المسؤولة عن التعامل مع هذه الحالات، ففي حين تقع المسؤولية على عاتق الشرطة عند تحليق المسيرات فوق الشوارع، يتولى الجيش هذه المسؤولية عند تحليقها فوق ثكنة عسكرية. كما أن هناك تخوفًا من خطر التصعيد، حيث قد يؤدي أي أمر بإسقاط مسيرة إلى مواجهة عسكرية مباشرة بين الناتو وروسيا، وقد يدفع ذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تكثيف الطلعات وزيادة الاستفزازات.

بالتوازي مع ذلك، يبرز جانب قضائي حساس، حيث قد يصعب على دول الناتو إثبات أن انتهاك المجال الجوي كان متعمدًا وأن مسار الطائرات كان يشكل تهديدًا واضحًا. ففي حالة إستونيا، نفت روسيا وقوع أي انتهاك للمجال الجوي.

وحول مدى قابلية خطة الوزير للتطبيق، نقلت صحيفة "بيلد" عن خبراء في مجال الدفاع أن ألمانيا غير قادرة على الدفاع، وأن التعاون لصد هجوم واسع النطاق بطائرات مسيّرة يبدو أشبه بـ"الخرافة". وأضافوا أنه في حال تعرضت ألمانيا لهجوم بأسراب من المسيّرات، فإن معظمها سيصل إلى هدفه، بما في ذلك برلين. ويرجع ذلك إلى أن خطط التحديث والتطوير للجيش في هذا المجال غير ممكنة على المدى القريب، وأن أوقات تسليم أنظمة الدفاع الجوي المطلوبة طويلة الأمد، وغالبًا ما تكون أطول بكثير مما هو متفق عليه، وحتى إنتاجها بالكامل لا يعني أنها جاهزة للعمل الفوري.

وقد قوبلت خطط دوبراندت بالكثير من الشكوك والمعارضة من ممثلي الشرطة، حيث صرح رئيس اتحاد الشرطة الألماني، يوخن كوبلكه، بأن الجيش غير مرن في مواجهة المسيّرات، وأن المطلوب هو تجهيز الشرطة على نحو أفضل.

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

مشاركة المقال: