كشفت وثيقة رسمية صادرة عن مديرية أوقاف دمشق عن فضيحة فساد جديدة تتعلق بعقود إيجار لعقارات وقفية أُبرمت خلال السنوات الماضية. الوثيقة تفضح تأجير هذه العقارات بمبالغ زهيدة لا تعكس قيمتها الحقيقية، وذلك لصالح شخصيات نافذة كانت مقربة من النظام السوري السابق.
تُظهر الوثيقة أن شركة “موبايلنك” كانت تستثمر عقاراً وقفياً في منطقة الصالحية مقابل فندق أمية، بمساحة طابقية تقارب 1400 متر مربع، لقاء بدل إيجار سنوي لا يتجاوز 400 دولار أمريكي فقط. وُصفت هذه العقود بأنها “مجحفة بحق الوقف”.
أفاد كتاب صادر عن مديرية أوقاف دمشق بأن توقيع هذه العقود تم تحت “ضغط السلطة الفاسدة” وبإشراف مباشر من رامي مخلوف، الذي كان يُعدّ من أبرز رجال الأعمال المرتبطين بالنظام السابق.
أعلنت المديرية في الوثيقة ذاتها عن فسخ العقود وإلغاء إشغال الشركة للعقار، مطالبةً بإخلائه خلال أسبوع واحد، ومهددةً بتنفيذ الإخلاء الفوري بمؤازرة الضابطة العدلية في حال عدم الالتزام.
تعيد هذه القضية إلى الأذهان ملفات الفساد الكبرى التي لطخت استثمار الأملاك العامة والوقفية خلال السنوات الماضية، حيث تم تمرير عقود بمبالغ رمزية لمصلحة شخصيات محسوبة على النظام السابق، مما حرم مؤسسات الدولة والوقف من موارد ضخمة كان يمكن أن تساهم في دعم الخدمات العامة.