أفادت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية نقلاً عن مسؤولين أتراك، بأن تركيا تخطط لتزويد سوريا بمعدات عسكرية متنوعة خلال الأسابيع القادمة. تشمل هذه المعدات سيارات مصفحة، طائرات مسيرة، مدفعية، صواريخ، وأنظمة دفاع جوي.
أوضح المسؤولون، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لحساسية الموضوع، أن هذه المعدات ستُنشر في شمالي سوريا لتجنب أي توتر مع إسرائيل في الجنوب الغربي. وأشاروا إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار تفاهمات أوسع مع الحكومة السورية بقيادة الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، لدعم جهوده في إعادة بناء الجيش السوري بعد الأضرار التي لحقت به خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل.
في المقابل، رفضت الرئاسة التركية التعليق على هذه المعلومات، بينما لم تتلق “بلومبرغ” ردًا من وزارة الإعلام السورية على طلبها للتعليق.
وتهدف الشحنات التركية، بحسب الوكالة، إلى دعم الرئيس السوري أحمد الشرع وتوحيد البلاد تحت قيادته. وتخشى أنقرة من تصاعد نفوذ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في شمال شرقي سوريا، حيث تسيطر على مناطق حدودية مدعومة من الولايات المتحدة، وتضمّ ضمن صفوفها وحدات حماية الشعب الكردية (YPG) التي تعتبرها تركيا امتدادًا لحزب العمال الكردستاني (PKK).
تأتي هذه الخطوة في وقت تسعى فيه أنقرة ودمشق إلى توسيع اتفاق أمني قائم منذ نحو ثلاثة عقود، يسمح لتركيا باستهداف المقاتلين الكرد على طول الحدود السورية. ووفقًا لـ”بلومبرغ”، بحث الجانبان توسيع نطاق العمليات التركية داخل الأراضي السورية إلى عمق 30 كيلومترًا، بعد أن كان مقتصرًا على خمسة كيلومترات فقط، وذلك استنادًا إلى “اتفاق أضنة الأمني” الذي وُقّع بين البلدين في عام 1998.
أبرز بنود اتفاق أضنة:
- التزام سوريا بعدم السماح بأي نشاط لـ”حزب العمال الكردستاني” (PKK) على أراضيها أو انطلاق عمليات ضده من داخلها.
- طرد عبد الله أوجلان من سوريا وإغلاق معسكرات الحزب ومكاتبه هناك.
- منح تركيا حق ملاحقة عناصر الحزب داخل الأراضي السورية حتى عمق 5 كيلومترات، إذا تعذّر على الجانب السوري اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع نشاطهم.
يعوّل الأتراك على الشرع في مواجهة المطالب الكردية بمنح حكم ذاتي أوسع في المناطق الحدودية، وفي الحد من وصول قوات “قسد” إلى موارد النفط والغاز خشية استخدامها في تمويل الحزب. وكان القائد العام لـ”قسد”، مظلوم عبدي، قد أعلن أن “قسد” اتفقت مع الحكومة السورية من حيث المبدأ على آلية الاندماج كمجموعة متماسكة في الجيش السوري.
وأشار عبدي إلى أن “قسد” تضم عشرات الآلاف من الجنود، بالإضافة إلى آلاف من قوى الأمن الداخلي، وبالتالي لا يمكن لهذه القوات الانضمام إلى الجيش السوري بشكل فردي، بل ستنضم كتشكيلات عسكرية كبيرة تشكل وفقًا لقواعد وزارة الدفاع. وتوقع أن يحصل أعضاء وقيادات “قسد” الذين سينضمون إلى الجيش الوطني على مناصب جيدة في وزارة الدفاع وقيادة الجيش.
تركيا “لا تترك الرئيس السوري وأصدقاءه وحدهم”
أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن بلاده تواصل اتصالاتها مع سوريا “في جميع المجالات وعلى كل المستويات”، وأن أنقرة مصممة على “تعزيز التنسيق والتعاون الوثيق من أجل حماية مكاسب سوريا والمنطقة”. وأشار إلى أن تركيا “لا تترك الرئيس السوري أحمد الشرع وأصدقاءه وحدهم”، وأن التواصل بين الجانبين مستمر، وأن بلاده تحذر “قسد” باستمرار من الانخراط في مسارات خاطئة، داعيًا إياها إلى “دعم وحدة سوريا وسلامة أراضيها”.
مطالب لـ”قسد” بتسليم سلاحها
طالب وزير الدفاع التركي، يشار غولر، “حزب العمال الكردستاني” وتفرعاته، خصوصًا في سوريا، بوقف ما وصفها بـ”أنشطته الإرهابية”، وتسليم أسلحتهم فورًا ودون قيد أو شرط. وأكّد أنّ بلاده لن تسمح لما وصفها بـ”المنظمات الإرهابية”، وخاصة “حزب العمال الكردستاني” و”وحدات حماية الشعب” و”قسد”، بالتجذر في المنطقة أو العمل تحت أسماء مختلفة في دول الجوار.