السبت, 18 أكتوبر 2025 08:23 AM

تراجع حاد في إنتاج الزيتون بسوريا: تقديرات بـ 412 ألف طن للموسم الحالي

تراجع حاد في إنتاج الزيتون بسوريا: تقديرات بـ 412 ألف طن للموسم الحالي

يشهد إنتاج الزيتون في سوريا هذا العام تراجعاً ملحوظاً يقارب النصف، ويعزى ذلك بشكل أساسي إلى الظروف المناخية القاسية، وعلى رأسها الجفاف، بالإضافة إلى الحرائق التي طالت العديد من المحافظات. يعتبر الزيتون محصولاً حيوياً للاقتصاد السوري، حيث يساهم بنسبة 3% من الدخل القومي، ويعتمد عليه أكثر من 300 ألف أسرة في زراعته.

عبير جوهر: برامج لدعم المزارعين بهدف تحسين محصول الزيتون مستقبلاً

أوضحت عبير جوهر، مدير مكتب الزيتون في وزارة الزراعة، في تصريح لـ"الحرية" أن التقديرات الأولية لمحصول الزيتون لهذا العام تشير إلى إنتاج متوسط إلى منخفض مقارنة بمتوسط الإنتاج العام. حيث قُدّر الإنتاج بـ 412 ألف طن من الزيتون، بينما بلغ 740 ألف طن في العام الماضي، أي بتراجع يقارب 35% عن الموسم السابق.

وأضافت أنه عادةً ما يتم تخصيص 20% من الإنتاج لزيتون المائدة الأخضر، بينما يوجه الجزء الأكبر، حوالي 80%، لاستخراج الزيت. وأكدت جوهر على أهمية الزيتون كمحصول يساهم بنسبة 3% من الدخل القومي، وما يقارب 9.5% من الدخل الزراعي، بالإضافة إلى توفير فرص عمل لما يقارب 300 ألف أسرة في الزراعة، فضلاً عن العمالة في المعاصر ومنشآت الفلترة والتعبئة وتجارة زيت الزيتون.

وذكرت جوهر أن المساحة المزروعة بالزيتون تبلغ 674 ألف هكتار، وهو ما يمثل 12% من إجمالي المساحة المزروعة و 65% من مجمل المساحة المزروعة بالأشجار المثمرة، مما يجعل الزيتون الشجرة الرئيسية في سوريا، حيث يتجاوز عدد أشجارها 100 مليون شجرة. وأشارت إلى انخفاض هذا الرقم هذا العام بسبب التعديات على أشجار الزيتون من قلع أو قطع، بالإضافة إلى الحرائق. حيث فُقد حوالي مليون ونصف المليون شجرة زيتون في محافظة إدلب بسبب الحرب، إضافة إلى التعديات في ريف حلب وريف حماة الشمالي، والحرائق التي اندلعت في محافظات حماة واللاذقية وطرطوس وحمص.

وكشفت جوهر أن محافظة حلب سجلت أعلى إنتاج للموسم الحالي، حيث قُدّر بـ 110 آلاف طن من الزيتون، ينتج عنها 17 ألف طن من زيت الزيتون، تليها محافظات حمص وحماة وإدلب. وأرجعت أسباب تراجع الإنتاج في المحافظات إلى التغيرات المناخية، وعلى رأسها الجفاف وانخفاض معدلات الأمطار وعدم انتظامها، بالإضافة إلى ظاهرة المعاومة التي تشهدها أغلب مناطق الزراعة، وضعف الخدمات المقدمة لأشجار الزيتون من قبل المزارعين بسبب ارتفاع التكاليف، مما أدى إلى انخفاض معدل إنتاج الشجرة في سوريا، سواء كانت الزراعة بعلية أم مروية.

وأشارت جوهر إلى أن الوزارة تسعى للحصول على برامج دعم من المنظمات الدولية لتمكين المزارعين من تحسين إنتاجية الأشجار، من خلال تطبيق الممارسات الزراعية الجيدة، خاصة في المناطق المتضررة، وتوجيه المزارعين إلى زراعة الأصناف المناسبة المتحملة للتغيرات المناخية والمتأقلمة مع بيئة المنطقة وذات الإنتاجية الجيدة، وتزويدهم بغراس موثوقة بأسعار رمزية، وتسهيل مكافحة الآفات. وأكدت أن العديد من المنظمات الدولية أبدت رغبتها في دعم قطاع الزيتون في سوريا، ومن المتوقع إطلاق عدد من المشاريع قريباً لتحقيق دعم جيد للقطاع.

وفيما يتعلق بزيت الزيتون، ذكرت جوهر أن الإنتاج المتوقع لهذا العام يبلغ 65 ألف طن. وأشارت إلى عدم وجود دراسات حول معدل استهلاك الفرد من زيت الزيتون، وإنما كان يقدر بحوالي 5-6 كيلوغرامات سنوياً، ولكن نتيجة للوضع الاقتصادي وانخفاض الدخل وارتفاع الأسعار، انخفض هذا الاستهلاك إلى النصف تقريباً. لذلك، ترى أن إنتاج الموسم الحالي يكفي الاحتياج المحلي مع إمكانية التصدير بكميات محدودة، مع التأكيد على أن التصدير يجب أن يكون حالة مستمرة لدعم قطاع الزيتون والمحافظة على الأسواق العالمية لزيت الزيتون السوري، وفق محددات تحددها الحكومة بعد تغطية الاحتياج المحلي. وأكدت على ضرورة الاعتماد في المنافسة على جودة زيت الزيتون، نظراً لارتفاع تكاليف الإنتاج.

واختتمت جوهر حديثها بطرح مقترحات لتحسين المحصول، تشمل اختيار الصنف المناسب للبيئة، وتقديم الخدمات الزراعية الجيدة من تسميد وتقليم وري تكميلي، والإدارة المتكاملة للآفات، بهدف الحفاظ على سلامة المحصول وإنتاج زيت زيتون سوري عالي الجودة.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: