أعلنت قوى الأمن الداخلي، اليوم الاثنين 20 تشرين الأول، عن اكتشاف سجن تحت الأرض في منطقة المخرم بريف حمص الشرقي، كان يستخدمه النظام السابق لاحتجاز المدنيين خلال الثورة السورية. وأفاد معاون مدير منطقة المخرم، عمر الموسى، بأن هذا الاكتشاف تم قبل حوالي عشرة أيام، أثناء قيام دوريات الشرطة بعمليات تفتيش وبحث عن أماكن يشتبه في استخدامها لأغراض مشبوهة ضمن نطاق المنطقة، وذلك وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
يتكون السجن من مخبأ تحت الأرض مزود بباب حديدي مغلق، ويحتوي بداخله على تجهيزات مثل فرش إسفنجية وأغطية صوفية، بالإضافة إلى أدوات كانت تستخدم في التعذيب كالعصي والحبال، وكتب ومطبوعات كانت موجهة لـ"الفصائل المدعومة" من قبل النظام السابق، بحسب تصريح الموسى. وأضاف أن السجن متصل بنفق يبلغ عمقه خمسة أمتار وطوله أربعون مترًا.
يذكر أنه تم العثور على سجن مماثل تحت الأرض في منطقة زراعية بالقرب من قرية أبو حكفة في الريف الشمالي الشرقي لمحافظة حمص، وذلك في 24 أيلول الماضي. وعند سقوط النظام، في 8 كانون الأول 2024، عقب دخول "إدارة العمليات السكرية" إلى مشارف العاصمة السورية دمشق، بعد عملية "ردع العدوان" التي أطاحت بحكم الأسد، تمكنت المعارضة من تحرير الآلاف من السجناء، وكان أبرزهم في سجن "صيدنايا" سيئ الصيت. إلا أن الأعداد كانت أقل بكثير من المتوقع، مما دفع الكثير من الأهالي إلى البحث لعدة أيام، على أمل العثور على سراديب سرية تحوي المزيد من المعتقلين. وكشفت الساعات الأولى من سقوط النظام، وانتشار وثائق رسمية، عن تنفيذ الآلاف من عمليات الإعدام بحق معتقلين، بالإضافة إلى اكتشاف العشرات من المقابر الجماعية. وتشير إحصائيات منظمات حقوقية إلى وجود نحو 160,000 مختفٍ قسريًا، يعتقد بأنهم أعدموا في سجون النظام السابق.
نقل عشرات الآلاف من مقبرة القطيفة
كشف تحقيق أجرته وكالة "رويترز" عن قيام النظام السوري السابق بنقل عشرات الآلاف من الجثث من المقبرة الجماعية في منطقة القطيفة بريف دمشق إلى موقع آخر في الصحراء، بالقرب من مدينة الضمير، بين عامي 2019 و2021. ولم تحدد "رويترز" في تحقيقها، الذي نشرته في 14 تشرين الأول، مكان المقبرة، وعللت ذلك بـ"تقليل احتمال عبث المتطفلين"، إلا أنها أشارت إلى أن الموقع السري يبعد عشرات الكيلومترات عن الموقع الأصلي (أكثر من ساعة). وأطلق على العملية اسم "نقل الأرض"، واستندت "رويترز" في تحقيقها إلى 13 شخصًا لديهم معرفة مباشرة أو شاركوا فيها، بمن فيهم سائقون وضابط سابق في "الحرس الجمهوري" التابع للجيش السابق (المنحل حاليًا)، إضافة إلى تحليل صور ووثائق. ويضم الموقع السري في الصحراء ما لا يقل عن 34 خندقًا، تتراوح أطوالها بين حوالي 20 و125 مترًا، وتمتد بمجموع طولي يصل إلى كيلومترين اثنين. عملية نقل الجثث كانت تدار على مدار أربع ليالٍ تقريبًا كل أسبوع، وكانت تسير من ست إلى ثماني شاحنات محملة بالتراب والبقايا البشرية من القطيفة إلى موقع صحراوي قرب الضمير، وفقًا لشهود شاركوا في العملية.