أدانت حركة “حماس” الاعتداءات التي يشنها مستوطنون إسرائيليون على المزارعين في الضفة الغربية المحتلة، واصفة إياها بأنها تندرج ضمن “سياسة الإرهاب المنظم” التي ترعاها حكومة الاحتلال، وتأتي في إطار مخطط يهدف إلى “الضم والتهجير”.
جاء ذلك في تصريح صحفي أدلى به القيادي في الحركة، عبد الرحمن شديد، تعقيباً على الاعتداءات التي نفذها الجيش الإسرائيلي ومستوطنون، السبت، بحق قاطفي الزيتون في مناطق متفرقة بالضفة. وأكدت وكالة “وفا” الفلسطينية الرسمية ومصادر محلية للأناضول أن هذه الاعتداءات أسفرت عن إصابة عدد من الفلسطينيين بجراح وحالات اختناق وحرق.
وأوضح شديد أن “تصاعد الهجمات الوحشية التي ينفذها المستوطنون في محافظات مثل نابلس والخليل ورام الله، والتي تستهدف أراضي المزارعين خلال موسم حصاد الزيتون، يمثل سياسة إرهاب منظّم تستهدف الأرض والإنسان وكل مكونات الحياة في الضفة”.
ويعتبر موسم الزيتون من أهم المواسم الزراعية في فلسطين، حيث تعتمد عليه آلاف العائلات كمصدر رئيسي للدخل والمعيشة.
وأشار شديد إلى أن الاعتداءات التي نفذها المستوطنون، السبت، تأتي في “سياق العدوان الشامل على الفلسطينيين منذ حرب الإبادة في غزة، وضمن محاولة لتوسيع رقعة الاستيطان وترويع السكان ودفعهم لترك أراضيهم”.
كما أكد أن ذلك يأتي في إطار “مخطط الضم والتهجير الذي ترعاه حكومة الاحتلال الفاشية”.
وكان الكنيست الإسرائيلي قد صادق، الأربعاء، بالقراءة التمهيدية على مشروعي قانوني لضم الضفة ومستوطنة “معاليه أدوميم”. إلا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو صرح في اليوم التالي بأن حزبه “الليكود” لم يدعم المشروعين، وذلك بعد رفض أمريكي لخطة الضم، حيث حذر الرئيس دونالد ترامب تل أبيب من أنها “ستفقد دعم واشنطن بالكامل إذا حدث ذلك”.
ودعا شديد الفلسطينيين إلى “تفعيل دور اللجان الشعبية وحماية القرى والبلدات، وتشكيل حالة ردع لمنع الاعتداءات على الأراضي والمزارعين”.
كما طالب بـ”تحرك عاجل” من المؤسسات الحقوقية لتوثيق جرائم المستوطنين ومحاسبة الاحتلال على انتهاكاته، التي أكد أنها “ترقى إلى جرائم حرب”.
وفي وقت سابق السبت، نفذ الجيش الإسرائيلي ومستوطنون اعتداءات بحق قاطفي الزيتون في مناطق مختلفة جنوب وشمال ووسط الضفة الغربية المحتلة.
ومنذ بدء الإبادة الجماعية بغزة في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، نفذ المستوطنون أكثر من 7 آلاف اعتداء ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم بالضفة، بينها 158 هجوما استهدفت قاطفي الزيتون منذ مطلع الشهر الجاري، وفق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان.
ووفق بيان صدر عن رئيس الهيئة مؤيد شعبان، في 21 أكتوبر الجاري، فإن هذه الاعتداءات أسفرت عن تخريب 795 شجرة زيتون.
ووفق تقرير صادر عن وزارة الزراعة الفلسطينية، يُعد الموسم الحالي من أضعف المواسم خلال العقود الأخيرة، إذ تشير التقديرات الميدانية إلى أن الإنتاج لا يتجاوز 15 بالمئة من المعدل الطبيعي.
وحسب بيانات الوزارة، بلغ إنتاج فلسطين من زيت الزيتون عام 2024 نحو 27 ألفا و300 طن، مقارنة بـ 10 آلاف طن فقط عام 2023.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم