يجري وزير الخارجية الألماني، يوهان فاديفول، زيارة رسمية إلى العاصمة السورية دمشق اليوم، الخميس 30 من تشرين الأول. وتعد هذه الزيارة الأولى له إلى سوريا منذ توليه منصبه في 6 من أيار الماضي.
تأتي هذه الزيارة ضمن جولة يقوم بها فاديفول في الشرق الأوسط، حيث زار الأردن في 29 من تشرين الأول، والتقى بنظيره الأردني أيمن الصفدي.
وفي بيان نشره المركز الألماني للإعلام التابع للخارجية الألمانية، صرح فايديفول قائلاً: "انطلق الناس في سوريا نحو عهدٍ جديد، ونريد الآن أن ندعمهم في أن يتولّوا بأنفسهم صنع مستقبل بلدهم".
وأشار فاديفول إلى أن سوريا تواجه تحديات هائلة، وتحتاج إلى "حكومة تضمن لجميع المواطنين والمواطنات، بغض النظر عن الجنس، أو الانتماء الديني، أو العرقي، أو الاجتماعي، حياة يسودها الكرامة والأمان".
واعتبر وزير الخارجية الألماني أن هذا هو الشرط الأساسي لبناء سوريا حرة وآمنة ومستقرة، وأضاف: "سأؤكد على ذلك خلال محادثاتي هناك".
وأوضح الوزير الألماني أن بلاده تساهم في تحقيق هذا الهدف من خلال عدة أمور:
- إلغاء جميع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، وهو ما سعت إليه ألمانيا مبكرًا وبشكل حاسم على المستوى الأوروبي.
- تقديم المساعدات الإنسانية.
- دعم إزالة الألغام والذخائر.
- التوسع السريع في أعمال السفارة الألمانية في سوريا.
- تشجيع الاستثمارات في الاقتصاد السوري التي ترغب الشركات الألمانية في تنفيذها.
ويرى وزير الخارجية الألماني أن استقرار سوريا يصب في مصلحة ألمانيا، ولهذا السبب "نريد أن تنهض سوريا اقتصاديًا من جديد في أسرع وقت ممكن". وأشار إلى أن سوريا تقع في الجوار المباشر للاتحاد الأوروبي، وأن كل ما يحدث فيها له تأثيرات مباشرة وغير مباشرة على ألمانيا.
علاقات برلين- دمشق
في 26 من أيلول الماضي، التقى وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني بوزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، وذلك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ80 بنيويورك.
منذ سقوط النظام تقود ألمانيًا حراكًا أوربيا تجاه دمشق، فقد زارت وزيرة الخارجية الألمانية السابقة، أنالينا بيربوك، دمشق مرتين وكانت من أوائل الدول الأوروبية التي أعادت افتتاح سفارتها في دمشق، في 20 من آذار. والتقت بيربوك، الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، مرتين، مرة برفقة وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، ومرة برفقة آرمين لاشيت نائب رئيس البرلمان الأوروبي.
وعقب لقائها الشرع، تعهدت بيربوك في مؤتمر صحفي في دمشق حضرته عنب بلدي، بأن تقدم برلين 300 مليون يورو ضمن الجهود الألمانية لتحقيق استقرار اقتصادي في سوريا. وتعمل وزارة الداخلية الألمانية أيضًا على إعداد لائحة من شأنها أن تسمح للسوريين الحاصلين على وضع الحماية بزيارة بلدهم الأصلي دون المخاطرة بفقدان وضع الحماية الخاص بهم.
وفقًا للسجل المركزي للأجانب، بلغ عدد السوريين المقيمين في ألمانيا 968,899 نسمة حتى نهاية آذار الماضي. وبين عامي 2015 و2023، حصل 163,170 سوريًا على الجنسية الألمانية.