تتزايد أعداد المتسولين في مدينة طرطوس بشكل ملحوظ، دون وجود حلول جذرية لهذه المشكلة. ينتشر المتسولون في مختلف أنحاء المدينة، من الأسواق إلى إشارات المرور، مما أصبح مشهداً مألوفاً يعكس عجز الجهات المعنية عن السيطرة على هذا التفاقم المستمر.
توضح آلاء هاشم، وهي أم لثلاثة أطفال، أن شارع هنانو الرئيسي أصبح مركزاً رئيسياً للمتسولين الذين يلاحقون المارة، وغالباً ما يكون أطفالهم حفاة وملابسهم متسخة. وتضيف أن لكل متسول مكاناً محدداً لا يسمح لغيره بالتعدي عليه، مما يوحي بوجود تنظيم ما.
يتساءل محمود إبراهيم، وهو موظف، عما إذا كانت الظاهرة تعكس حاجة حقيقية أم مجرد احتيال، مشيراً إلى أن بعض المتسولين يحققون دخلاً يومياً يتجاوز ثلاثة أضعاف راتب الموظف الحكومي، على الرغم من مظهرهم الذي يثير الشفقة.
تروي دلال علي قصة مختلفة، حيث استوقفتها سيدة أنيقة طلبت المال لشراء دواء، وتحدثت بلطف واحترام. أعطتها دلال بعض المال، لكنها بقيت متسائلة عما إذا كانت السيدة بحاجة حقيقية أم أنها تمارس نوعاً جديداً من التسول المقنع.
يؤكد المدرس أحمد حسن على ضرورة وجود معالجة مؤسساتية جذرية لهذه الظاهرة، تبدأ بتوفير فرص عمل وتفعيل دور الجمعيات الخيرية. ويرى أن الوضع الحالي هو نتيجة طبيعية للبطالة والغلاء وضعف الرقابة الاجتماعية بعد سنوات الحرب.
أعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل مؤخراً عن قرب إطلاق حملة وطنية للحد من التسول، من خلال برامج تأهيل اجتماعي وأسري تهدف إلى انتشال المتسولين من الشوارع وتوفير بدائل معيشية تحفظ كرامتهم، وهي خطوة متأخرة ولكنها ضرورية.
مع عدم وجود إحصائية دقيقة لعدد المتسولين في سوريا، تشير تقارير وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل إلى وجود خمسة مراكز فقط لرعاية المتسولين في دمشق ومركز واحد في حلب، بينما تفتقر طرطوس إلى مركز متخصص لإيواء وتأهيل هذه الفئة، على الرغم من تزايد أعدادهم في الشوارع. لم تتلق أخبار سوريا الوطن أي رد على الأسئلة التي وجهتها لمديرية الشؤون الاجتماعية والعمل في طرطوس منذ أكثر من أسبوعين بشأن طرق المعالجة والمقترحات المطروحة.