أفادت مصادر أمنية إسرائيلية باحتمال ممارسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضغوطًا على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو للانسحاب من القمة السورية لجبل الشيخ، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.
تأتي هذه المخاوف في أعقاب الاستقبال الذي حظي به الرئيس السوري أحمد الشرع في البيت الأبيض الأسبوع الماضي. وأشار التقرير إلى أن وحدات هندسية إسرائيلية تواصل تعزيز التحصينات في موقعي "متسودا" و"كتر حرمون" على السفح السوري للجبل، وسط توقعات في تل أبيب بأن الجيش سيقضي شتاءً آخر في هذه المواقع.
كما ذكر التقرير أن واشنطن ودمشق قد تسعيان إلى اتفاق جديد لإعادة ترتيب الوضع الحدودي، في حين لم تسفر المباحثات الهادئة بين مكتب نتنياهو ومبعوثي الإدارة السورية عن نتائج ملموسة حتى الآن.
وذكر التقرير أن إسرائيل "ميّالة إلى مناقشة الانسحاب من بعض مواقعها داخل سوريا"، كما يطالب الرئيس الشرع، مقابل اتفاق وقف إطلاق نار جديد يضمن لها حرية العمل العسكري ضد التهديدات الإقليمية.
وربط التقرير هذه التحركات برؤية الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لقمة جبل الشيخ باعتبارها "ركيزة استراتيجية" لمراقبة النشاطات العسكرية داخل الجولان السوري، بما في ذلك خطوط تهريب السلاح نحو لبنان التي شهدت نشاطًا متزايدًا خلال الأشهر الأخيرة.
كما أشار التقرير إلى قلق إسرائيل المتزايد من دور تركيا في الملف السوري، موضحًا أن الرئيس رجب طيب أردوغان يعمل كحلقة وصل بين الشرع والإدارة الأميركية، وأن القوات السورية تلقت من أنقرة أسلحة خفيفة خلال العام الماضي، مع تزايد المخاوف من احتمال انتقال أسلحة أكثر تطورًا.
وتوقع التقرير استمرار النقاشات بين الأطراف المعنية، مشيرًا إلى أن الأوساط الأمنية الإسرائيلية استغربت مستوى الحفاوة الأميركية بالرئيس الشرع، بما في ذلك نشاطات علنية مع قيادات عسكرية أميركية رفيعة، في إشارة إلى رغبة واشنطن في إعادة ترميم قنواتها السياسية والعسكرية مع دمشق بالتزامن مع توجهها لتقليص وجودها في العراق وسوريا.
وتأتي هذه التطورات في وقت تواصل فيه الحكومة السورية الجديدة المطالبة بانسحاب إسرائيلي من مواقع دخلها الجيش بعد سقوط النظام السوري في ديسمبر الماضي، حيث يحتفظ الجيش الإسرائيلي حالياً بثمانية مواقع داخل الأراضي السورية المحاذية للحدود.