اكتمال معجم الدوحة التاريخي: مشروع لغوي ضخم يوثق 20 قرناً من تطور العربية ويطلق بوابته الرقمية

شهدت الساحة الثقافية العربية احتفالاً مهماً اليوم، بمناسبة اكتمال "معجم الدوحة التاريخي للغة العربية"، الذي يُعد أحد أضخم المشروعات اللغوية على المستويين العربي والعالمي.

وبحسب ما أفادت به وكالة قنا القطرية للأنباء، يمثل إنجاز هذا المعجم محطةً مفصليةً في مسار دراسة اللغة العربية وتاريخها الدلالي. فهو يُعد أهم مشروع عربي يُنجز وفقاً للمعايير الحديثة المتبعة في المعاجم التاريخية العالمية، مقدماً للباحثين مادة لغوية موثقة تغطي فترة تمتد لعشرين قرناً، من أقدم نص عربي موثق وصولاً إلى العصر الراهن. كما يقدم خريطة تاريخية شاملة لتطور الألفاظ ومعانيها عبر مختلف العصور.

وكان "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" قد أطلق مشروع بناء هذا المعجم التاريخي للغة العربية في الخامس والعشرين من أيار عام 2013. وقد تكللت هذه الجهود بإنجاز معجم يضم ما يقارب 300 ألف مدخل معجمي، ومدونة نصية ضخمة تتألف من نحو مليار كلمة، جميعها مهيكلة ومؤرخة وموثقة.

يتميز هذا المعجم بقدرته الفريدة على رصد ألفاظ اللغة العربية منذ بدايات استخدامها في النقوش والنصوص، وتتبع ما طرأ عليها من تغيرات في مبانيها ومعانيها ضمن سياقاتها النصية، متتبعاً بذلك الخط الزمني لهذا التطور اللغوي.

وفي إنجاز معرفي يواكب عصر الذكاء الاصطناعي، أسهم المعجم، بما يمتلكه من مدونة لغوية هائلة وبيانات موثقة، في تمهيد أرضية معرفية جديدة تدعم اليوم تطوير التطبيقات اللغوية والبحثية، وتسهم في جهود بناء نماذج لغوية عربية متقدمة في هذا العصر.

وبمناسبة "اليوم العالمي للغة العربية"، أعلن "معجم الدوحة التاريخي للغة العربية" يوم الخميس الماضي عن إطلاق بوابته الإلكترونية الجديدة. وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز حضور اللغة العربية في الفضاء الرقمي، وتيسير الوصول إلى مادته المعجمية التاريخية عبر واجهة حديثة وأدوات بحث متقدمة تخدم الباحثين والمهتمين باللغة العربية في جميع أنحاء العالم.