رواية "قصر تشرين": كشف أدبي جريء لأسرار السلطة والمجتمع السوري في زمن النظام البائد


هذا الخبر بعنوان "قصر تشرين.. قراءة أدبية لتاريخ السلطة والمجتمع في سوريا زمن النظام البائد" نشر أولاً على موقع sana.sy وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٢ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
تُقدم رواية "قصر تشرين" للكاتبة السورية فاطمة ياسين، الصادرة عن دار موزاييك للدراسات والنشر، تحليلاً فنياً عميقاً لتاريخ السلطة والمجتمع في سوريا خلال فترة النظام البائد. تتجاوز الرواية مجرد السرد التاريخي، لتُوثّق فصولاً من ميراث تلك الحقبة وتحولاتها الاجتماعية.
تُبحر الكاتبة بأسلوب أدبي رفيع في تفاصيل الحياة داخل قصر رئيس النظام البائد، بدءاً من عهد الأسد الأب، ساعيةً إلى تدوين الذاكرة السورية بأصواتها الأصيلة، بعيداً عن الرواية الرسمية. كما تكشف الرواية عن الصراعات السياسية والعائلية المتشابكة ضمن منظومة السلطة الفاسدة، وما ترتب عليها من تحولات عميقة في بنية الدولة والمجتمع، وانعكاساتها الواسعة على مختلف جوانب الحياة العامة.
تتميز الرواية بأسلوب أدبي رفيع ولغة فنية متقنة، تتجنب المباشرة والخطابية، وتركز على الأبعاد النفسية للشخصيات، كاشفةً عن أسرارها وتناقضاتها الإنسانية. على مدار تسعة فصول متتابعة، تُوثّق الرواية أحداثاً ترسم صورة واضحة لبنية الحكم وتحولاته الدبلوماسية والسياسية، بالإضافة إلى مواقف النظام البائد من القضايا الإقليمية والدولية. تُقدم هذه القراءة الأدبية مساحة للتأمل في المصير الإنساني، مؤكدةً أن الأدب ليس مجرد أداة سياسية.
من خلال مشاهد رمزية دقيقة، تُسلّط الرواية الضوء على كيفية إدارة السلطة عبر شبكات النفوذ الاجتماعي والأمني، وتداخل العاطفة مع السياسة في بيئة تحكمها المصالح والأسرار. يتكشف النص بوتيرة هادئة، بعيداً عن الانفعالية أو التقريرية، مما يمنحه بعداً درامياً وإنسانياً متكاملاً، ويجعله وثيقة أدبية جريئة في طرحها وتحليلها النفسي والاجتماعي، جامعةً بذلك الوعي الجمعي السوري. تُقدم الكاتبة قراءة فنية متسلسلة للأحداث وصولاً إلى انهيار منظومة السلطة الفاسدة، مُبرزةً دور الأدب في توثيق المرحلة الحديثة وإيصالها للقارئ العربي الذي يتوق لمعرفة ما غاب عنه والتحرر من القيود التي أثقلت كاهله.
تُعد رواية "قصر تشرين" من إصدارات دار موزاييك للدراسات والنشر لعام 2025، وتقع في 183 صفحة من القطع المتوسط.
ثقافة
ثقافة
سياسة
ثقافة