وزارة الثقافة تخلّد ذكرى الشاعر حسن النيفي: إرث وطني وأدبي خالد ومتابعة رسمية لجثمانه ومؤلفاته


هذا الخبر بعنوان "الدغيم: الشاعر حسن النيفي ترك أثراً وطنياً وأدبياً باقياً" نشر أولاً على موقع sana.sy وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٢ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
دمشق-سانا
أكد الشاعر أنس الدغيم، مدير المراكز الثقافية في وزارة الثقافة، أن الشاعر والكاتب الراحل حسن النيفي كان من القامات الوطنية والأدبية المخلصة لوطنه وشعبه. وأشار الدغيم إلى أن وزارة الثقافة تولت متابعة جميع الإجراءات المتعلقة بنقل جثمان النيفي من فرنسا إلى سوريا، حيث ووري الثرى أمس في مسقط رأسه بمدينة منبج، مؤكداً استمرار اهتمام الوزارة بعائلته وإرثه الثقافي الغني.
في تصريح خاص لوكالة سانا، قال الدغيم: "رحم الله الأستاذ حسن النيفي الذي فارق الحياة مخلصاً لشعبه ووطنه وقضيته ومبادئه. قبل أن نعرفه شاعراً وأديباً ومحللاً سياسياً، عرفناه إنساناً نبيلاً وصادقاً، ظل ثابتاً على مواقفه الوطنية رغم اعتقاله لخمسة عشر عاماً في سجون النظام البائد، ثم اغترابه لخمسة عشر عاماً أخرى بعيداً عن أرض الوطن".
وأضاف الدغيم أن النيفي "ظل يحمل نبض وطنه في المنفى، ولم تفتر عزيمته أو تضعف همته، وظل صوته الثقافي حاضراً مدافعاً عن الإنسان السوري وقيمه الوطنية".
أوضح مدير المراكز الثقافية أن الوزارة سارعت فور علمها بوفاة الشاعر إلى التواصل مع عائلته والجهات القائمة على نقل الجثمان في فرنسا، وذلك تنفيذاً لرغبة الفقيد في أن يُدفن في أرض الوطن. وبيّن الدغيم أن عملية النقل تمت عبر القنصلية التركية نظراً لسرعة الإجراءات فيها بيوم أو يومين، مشدداً على أن السفارة السورية في باريس قدمت كل أشكال التعاون وأبدت استعدادها الكامل لتسهيل الإجراءات.
وتابع الدغيم قائلاً: "تكفلت وزارة الثقافة بكافة التكاليف المتعلقة بالنقل بالتنسيق مع السفارة، كما جرى التواصل مع الجهات المعنية بالمنافذ الحدودية لتسهيل دخول الجثمان عبر معبر جرابلس، وهو ما تم بسهولة ويسر".
أشار الدغيم إلى أن وفداً من وزارة الثقافة شارك في مراسم تشييع ودفن الشاعر في مدينة منبج، مؤكداً أن هذه المشاركة تعد واجباً وطنياً تجاه قامة فكرية وأدبية كبيرة أثرت في الحركة الثقافية السورية على امتداد عقود.
كشف الدغيم أن وزارة الثقافة تعمل حالياً على إعادة طباعة مؤلفات الشاعر حسن النيفي، وتخصيص جناح خاص لأعماله ضمن فعاليات معرض دمشق الدولي للكتاب القادم، وذلك تقديراً لإسهاماته الفنية والفكرية التي تركت أثراً واسعاً في الثقافة السورية المعاصرة.
واختتم الدغيم حديثه بالتأكيد على أن "وزارة الثقافة ستبقى إلى جانب عائلة الشاعر الراحل، وتتابع تسهيل إجراءات عودتها من فرنسا إلى سوريا وفاءً لتاريخ هذا الأديب الكبير، الذي ظل مؤمناً بأن سوريا تبقى بوصلته الأولى والأخيرة".
حسن النيفي، شاعر وكاتب سوري، ولد في منبج بريف حلب عام 1963. جمع في حياته بين الإبداع الشعري والالتزام الوطني. اعتُقل عام 1986 وهو طالب في السنة الرابعة بقسم اللغة العربية بجامعة حلب، وقضى 15 عاماً في سجون النظام البائد، منها سجن تدمر العسكري، وأُفرج عنه عام 2001.
أصدر ديوانه الأول "هواجس وأشواق" عام 1985، ثم "رماد السنين" عام 2004، مستعيداً فيه قصائد حفظها خلال فترة الاعتقال، وتلاه "مرافئ الروح" عام 2010. تميز شعره بالوفاء للقصيدة العمودية والتراث العربي، حاملاً في طياته تجربة السجن والمنفى والهمّ الوطني.
بعد عام 2011، انخرط النيفي في الحراك المدني والمجالس المحلية، وشغل مهام سياسية في مجلس محافظة حلب الحرة بين عامي 2014 و2015. أقام في تركيا لعدة سنوات مواصلاً عمله في الصحافة والإعلام، ثم انتقل إلى فرنسا كلاجئ سياسي نهاية عام 2022. ظل الشعر لديه وسيلة مقاومة للتعبير عن الحرية والكرامة حتى وفاته في فرنسا بتاريخ 18 كانون الأول 2025.
ثقافة
ثقافة
ثقافة
ثقافة