الرقة على حافة الهاوية: تصاعد التوتر ومخاوف النزوح مع اقتراب مهلة اتفاق 10 آذار لقوات قسد


هذا الخبر بعنوان "مع اقتراب نهاية المهلة.. خوف وترقّب في أوساط الأهالي بمناطق سيطرة قـ.سـ.د" نشر أولاً على موقع halabtodaytv وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٥ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
تشهد المناطق الخاضعة لسيطرة قوات قسد في شمال شرق سوريا، وتحديداً مدينة الرقة، حالة من التوتر العسكري والقلق الإنساني المتزايد. يأتي هذا التصعيد مع اقتراب انتهاء المهلة الممنوحة للقوات للالتزام بـ اتفاق 10 آذار المبرم مع الحكومة السورية، في ظل نفي قاطع من الداخلية السورية لأي اتفاق جديد. وقد أكد أحمد زيدان، مستشار الرئيس السوري للشؤون الإعلامية، يوم الخميس، أن قسد "تتحمل مسؤولية عدم الالتزام بتطبيق اتفاق 10 آذار"، مما يضع المنطقة على شفا مواجهة محتملة.
يعاني السكان المحليون من وطأة أوضاع إنسانية صعبة في مناطق سيطرة قسد، حيث ينتشر الفقر ويتفاقم النزوح، وهو ما قد يزداد سوءاً مع أي تصعيد عسكري. تتزايد المخاوف من اندلاع معارك جديدة في ظل هذه الأوضاع الهشة. يقول محمد الحاج، أحد أهالي مدينة الرقة، إن "خيار النزوح صار حاضراً في نقاشات كل بيت"، خشية أن تحاصر قسد المدنيين أو تستخدمهم "كدروع بشرية". ويخشى السكان تكرار سيناريوهات النزوح والمعارك التي عاشوها سابقاً، خاصة خلال الحرب ضد تنظيم الدولة عام 2017.
تشير التحركات الميدانية لقوات قسد، وفقاً لشهادات السكان، إلى استعدادها لحرب طويلة الأمد بدلاً من الانسحاب. وقد لوحظ "حفر الأنفاق في كل مناطق سيطرتهم وفي كل أنحاء الرقة"، كما يوضح الحاج. ويصف الحاج حالة من "الحقد والكراهية الشديدة" في أوساط السكان تجاه قسد، لدرجة أن "البعض يتمنى أن تزول سيطرتهم بمعركة وليس باتفاق انسحاب".
على الرغم من هذه المشاعر السلبية، يسيطر الخوف من تبعات الحرب على القرارات الفردية، حيث "السكان متخوفون من تبعات الحرب والنزوح". وقد بدأت بعض العائلات بالفعل في النزوح إلى محافظات أخرى مثل حماة واللاذقية وحلب وحمص ودمشق.
يزيد الوضع الاقتصادي المتردي من معاناة السكان وحيرتهم، فهم يواجهون معضلة صعبة، كما يشرح الحاج: "الكل محتار بين تخزين المؤونة تحسباً للحرب، وبين توفير المال لرحلة النزوح المحتملة"، واصفاً هذه الحالة بـ "التردد والضياع وعدم القدرة على حسم القرار". كما تحدث عن مساعي قسد لمحاولة "توريط النازحين الكرد" القادمين من حي الشيخ مقصود في حلب، "عبر زجهم فيما تسميه 'الشبيبة الثورية' التي تجوب شوارع الرقة بمسيرات مستفزة".
تبقى مناطق سيطرة قسد على صفيح ساخن، حيث تهدد العوامل العسكرية والسياسية والأمنية والاقتصادية بتفجير الوضع من جديد، فيما لا يستبعد بعض الأهالي اندلاع مواجهات جديدة بين قسد والسكان.
سياسة
سياسة
سياسة
سياسة