اللغة العربية: من هندسة العقل إلى بناء الحضارة.. ندوة ثقافية في كفر سوسة بدمشق


هذا الخبر بعنوان "ندوة في ثقافي كفر سوسة بدمشق حول اللغة العربية ومساهمتها في بناء الحضارة" نشر أولاً على موقع sana.sy وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٩ كانون الأول ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
شهد المركز الثقافي العربي في كفر سوسة بدمشق، بالتعاون مع مؤسسة فنار للبناء الفكري، اليوم، ندوة ثقافية متخصصة تحت عنوان "اللغة العربية: من هندسة العقل إلى تشكيل الهوية وبناء الحضارة". وقد شارك في هذه الندوة نخبة من المتخصصين والباحثين في اللغة العربية.
أوضح علاء الشامي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة فنار للبناء الفكري، في تصريح لمراسل سانا، أن تنظيم هذه الندوة يأتي بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية. وأكد الشامي على الدور المحوري للغة في تشكيل الهوية وبناء الرؤية الحضارية للأمة، مشدداً على أن اللغة تتجاوز كونها مجرد وسيلة للتواصل لتصبح وعاءً حضارياً وثقافياً. كما لفت إلى مركزيتها في نهضة الأمة وضرورة تعلمها لتعزيز الانتماء الوطني.
من جانبها، تناولت الدكتورة إسراء صفية، مدرّسة في قسم اللغة العربية بجامعة دمشق، العلاقة المعقدة بين اللغة والفكر، مقسمة إياها إلى ثلاثة اتجاهات رئيسية. الاتجاه الأول يرى أن الفكر يسبق اللغة، مستشهدة بقدرة الطفل على فهم المفاهيم قبل اكتساب الكلمات. أما الاتجاه الثاني، فيؤكد أن اللغة هي التي تسبق الفكر وتحدده، وأن قدرتنا على التفكير مقيدة بما تعبر عنه لغتنا. في حين يقر الاتجاه الثالث بوجود تفاعل وتأثير متبادل بينهما. واستعرضت الدكتورة صفية أمثلة ودراسات تؤكد تأثير اللغة على الإدراك، مثل إدراك الزمن والمكان والألوان، بالإضافة إلى دراسات حديثة تشير إلى تأثير اللغة على تكوين الدماغ وقدرته على التعلم.
بدوره، سلط المدرس والباحث في اللغة العربية، أيمن النن، الضوء على الأهمية القصوى للغة العربية في صون هوية الأمة وحمايتها من الذوبان. وأوضح النن أن الهوية تتشكل من الدين والثقافة واللغة، وهي عوامل أساسية في تحديد سمات الأمة وشخصيتها. وحذر من المخاطر الثقافية التي تتعرض لها المجتمعات العربية جراء تغلغل الثقافات الأجنبية، داعياً إلى التمسك بالهوية الثقافية العربية وإعادة تقييم منهجية تعليم اللغات الأجنبية في المراحل العمرية المبكرة.
أما محمد شالاتي، المدرس والباحث في اللغة العربية، فقد تناول الرؤية الحضارية للغة الضاد، مؤكداً على دورها الفاعل في تشكيل الأخلاق والإنسان. وركز شالاتي على أهمية قراءة المؤلفات القديمة والشعر الجاهلي والأدب العربي، باعتبارها مكونات أساسية للحضارة العربية. كما استعرض أهمية اللغة العربية في الإسلام، مستشهداً بنزول القرآن الكريم بها، لما تتميز به من فصاحة وسعة وقدرة فائقة على أداء المعاني.
وفي سياق متصل، بيّن عمر سويد، الباحث في اللغة العربية، أن محاولات إضعاف اللغة العربية لا تقتصر على الجانب اللغوي فحسب، بل هي جزء من مخطط أوسع يهدف إلى تفكيك الهوية الثقافية للأمة. وأشار سويد إلى أن الإفراط في إدخال المصطلحات الأجنبية وإقصاء العربية من ميادين العلم والتقنية، يشكلان أدوات فعالة لإضعاف حضورها في الحياة اليومية. ودعا إلى ضرورة تعزيز حضور اللغة العربية عبر وسائل الإعلام والمناهج التعليمية، وتوسيع نطاق استخدامها في العلوم الحديثة والفضاء الرقمي، لمواجهة هذه التحديات.
وتأتي هذه الندوة بالتزامن مع اليوم العالمي للغة العربية، الذي يصادف الثامن عشر من كانون الأول، لتجدد التأكيد على مكانة اللغة العربية كركيزة أساسية للهوية الثقافية والحضارية للأمة. وهذا يضمن استمرارها كلغة حية قادرة على مواكبة تطورات العصر، وحماية الذات من محاولات التفكيك والذوبان الثقافي.
ثقافة
ثقافة
ثقافة
ثقافة