السبت, 6 سبتمبر 2025 01:32 AM

أوروبا تزيح الستار عن "جوبيتر": حاسوب عملاق فائق السرعة لتعزيز الذكاء الاصطناعي والبحث العلمي

أوروبا تزيح الستار عن "جوبيتر": حاسوب عملاق فائق السرعة لتعزيز الذكاء الاصطناعي والبحث العلمي

أطلقت أوروبا، يوم الجمعة في ألمانيا، حاسوبها العملاق الأول فائق السرعة، "جوبيتر"، بهدف تدارك تأخرها في مجال الذكاء الاصطناعي ودعم البحث العلمي، خاصة في مجال التغير المناخي.

ما هو "جوبيتر"؟

يقع "جوبيتر" في بلدة يوليش، غربيّ كولونيا، ويُعد أول حاسوب فائق "إكزاسكيل" exascale في أوروبا، قادر على إجراء كوينتيليون عملية حسابية في الثانية الواحدة على الأقل، أي مليار مليار عملية.

تمتلك الولايات المتحدة حاليًا ثلاثة أجهزة من هذا النوع، تشغلها جميعًا وزارة الطاقة.

يشغل "جوبيتر" مساحة تقارب 3600 متر مربع، أي ما يعادل نصف مساحة ملعب كرة قدم تقريبًا، ويضم صفوفًا من المعالِجات وحوالي 24 ألف شريحة من شركة "نفيديا" الأميركية، الرائدة في قطاع الذكاء الاصطناعي.

صنعت مجموعة "أتوس" الفرنسية "جوبيتر" بميزانية قدرها 500 مليون يورو، بتمويل مشترك من الاتحاد الأوروبي وألمانيا. يعتبر "جوبيتر" أول حاسوب فائق السرعة في أوروبا، والرابع عالميًا وفقًا للبيانات المتاحة.

أوضح إيمانويل لورو، رئيس قسم الحوسبة المتقدمة في "أتوس"، أن "جوبيتر" يمتلك "القوة الأكبر في العالم اليوم بين أجهزة الكمبيوتر التي تتيح إجراء حسابات".

أشار توماس ليبرت، مدير مركز يوليش، إلى أن "جوبيتر" يمثل "قفزة نوعية في أداء الحوسبة في أوروبا"، مضيفًا أنه أقوى بعشرين مرة من أي حاسوب آخر في ألمانيا.

سباق الذكاء الاصطناعي

أوضح ليبرت أن "جوبيتر" هو أول حاسوب عملاق فائق السرعة يمكن اعتباره منافسًا عالميًا في مجال تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، حيث تتأخر أوروبا عن الولايات المتحدة والصين في هذا المجال.

أفاد تقرير صادر عن جامعة ستانفورد هذا العام بأن المؤسسات الأميركية أنتجت 40 نموذجًا "بارزًا" للذكاء الاصطناعي في عام 2024، مقارنة بـ 15 نموذجًا أنتجتها الصين وثلاثة نماذج لأوروبا.

يرى خوسيه ماريا سيلا، الباحث في مركز الحوسبة الفائقة في برشلونة، أن النظام الجديد "أهمية بالغة" للجهود الأوروبية في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.

أوضح لوكالة فرانس برس أن "أداء نموذج الذكاء الاصطناعي مرهون مباشرة بقوة الحوسبة للحاسوب المستخدم"، مضيفًا أن أوروبا تعاني "نقصًا" في أنظمة بهذا الحجم.

يوفر "جوبيتر" قوة الحوسبة اللازمة لتدريب فعال لنماذج اللغات الكبيرة (LLMs) التي تنتج كميات هائلة من النصوص، وتستخدم في روبوتات الدردشة التوليدية مثل "تشات جي بي تي" و"جيميناي".

ومع ذلك، نظرًا لكثرة شرائح "نفيديا" فيه، لا يزال "جوبيتر" يعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا الأميركية، في ظل تزايد الخلافات بين الولايات المتحدة وأوروبا.

ما هي استخدامات "جوبيتر" الأخرى؟

يأمل الباحثون أيضًا في استخدام "جوبيتر" لإصدار توقعات مناخية أكثر تفصيلاً وعلى المدى الطويل، بهدف التنبؤ بالظواهر المناخية المتطرفة كموجات الحر بدقة أكبر.

قال إيمانويل لورو: "باستخدام نماذج الطقس الحالية، يمكننا محاكاة التغيرات المناخية بعد عشر سنوات من الآن. مع +جوبيتر+، يقدر العلماء أنهم سيتمكنون من التوقع لثلاثين عامًا على الأقل، وربما حتى لمئة عام مع بعض النماذج".

يمكن أن تساهم هذه الآلة أيضًا في الأبحاث المتعلقة بالتحول في مجال الطاقة، على سبيل المثال من خلال محاكاة تدفقات الهواء حول توربينات الرياح لتحسين تصميمها.

وفي مجال الرعاية الصحية، يمكن استخدامها لمحاكاة عمليات الدماغ بشكل أكثر واقعية، لتطوير أدوية لعلاج أمراض مثل الزهايمر.

مشاركة المقال: