أكدت بشرى زينب أوزدمير، الباحثة التركية في وقف الأبحاث السياسية والاقتصادية والاجتماعية (سيتا)، على الأهمية الاستراتيجية لسوريا بالنسبة لقطر في تصدير الغاز. ووفقًا لوكالة الأناضول التركية، أشارت أوزدمير إلى أن قطر، التي تمتلك ثالث أكبر احتياطي عالمي للغاز (حوالي 250 تريليون متر مكعب)، تعتبر ثاني أكبر مُصدّر للغاز في العالم بعد روسيا.
وسلطت الضوء على أهمية مشروع خط غاز "قطر - تركيا"، الذي يهدف إلى نقل الغاز القطري عبر المملكة العربية السعودية والأردن وسوريا إلى تركيا ومنها إلى أوروبا. هذا المشروع، الذي واجه معارضة في عام 2009، يهدف إلى تقليل التكاليف وتعزيز إمدادات الغاز القطري إلى تركيا وأوروبا، خاصة مع تزايد الطلب الأوروبي والتركي على الغاز الطبيعي في ظل التوجه نحو الطاقة النظيفة.
على الرغم من الإمكانات الكبيرة، أوضحت الخبيرة آن-صوفي كوربو، من مركز سياسات الطاقة العالمية في جامعة كولومبيا، أن إنجاز المشروع يواجه تحديات كبيرة، بما في ذلك طول خط الأنابيب وتكاليفه المرتفعة، بالإضافة إلى عدم استقرار الأوضاع في سوريا حتى الآن. وتوقعت أن يستغرق إنجاز المشروع حتى عام 2030، مع احتمال مواجهة تركيا صعوبات في إقناع السعودية بالسماح بمرور الأنابيب عبر أراضيها.
وأشارت كوربو إلى المنافسة الشديدة في السوق الأوروبية بين موردي الغاز الطبيعي، خاصة من الولايات المتحدة، التي تسعى إلى زيادة صادرات الغاز المسال. وأضافت أن التزام أوروبا بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050 يزيد من فرص الغاز الطبيعي كبديل للطاقة التقليدية، مما يعزز أهمية المشروع.
وتوقعت أوزدمير أن يحظى المشروع بإقبال كبير من أوروبا، إذا تم إنجازه في ظل استقرار سوريا، حيث تسعى أوروبا إلى تقليل اعتمادها على الغاز الروسي. كما توقعت إقبالًا من تركيا، التي تعتبر ثاني أكبر مستورد للغاز في المنطقة بعد ألمانيا، مؤكدة أن المشروع قد يعيد تشكيل خريطة الطاقة في الشرق الأوسط وأوروبا.