أفرجت السلطات التركية، اليوم الاثنين 28 من تموز، عن عبد المعين محمد كحال الملقب بـ"أبو العبد أشداء"، القيادي السابق في "هيئة تحرير الشام" (المنحلة حاليًا)، وذلك بعد نحو سنتين من اعتقاله بتهم تتعلق بـ"الإرهاب".
وأكد مصدر مقرب من "أبو العبد أشداء" لعنب بلدي، خبر إطلاق سراح القيادي المنشق عن "تحرير الشام"، مشيرًا إلى أنه في طريقه إلى معبر "الحمام" الحدودي مع تركيا من جهة جنديرس شمالي حلب.
كما أكد الشرعي السابق في "الهيئة"، "أبو يحيى الشامي" عبر حسابه على "إكس" خروج "أبو العبد" من السجون التركية.
وكانت السلطات التركية قد اعتقلت "أبو العبد أشداء" في 13 من حزيران 2023، أثناء دخوله الأراضي التركية للتوجه إلى أداء مناسك الحج، دون توجيه تهم واضحة.
وذكر المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن "أبو العبد" لم يحاكم خلال فترة سجنه، إلا أنه لم يتسنّ لعنب بلدي التحقق من المعلومة عبر مصدر آخر.
ووفقًا لمعلومات سابقة حصلت عليها عنب بلدي من مصدرين مقربين من القيادي، فقد تم اعتقال "أبو العبد" في نقطة "التبصيم" عند الدخول إلى الأراضي التركية، بينما دخلت والدته دون أي مشكلات.
ولم تصدر الجهات الرسمية التركية أي أخبار حول قضية اعتقال "أبو العبد"، بحسب ما رصدته عنب بلدي حينها.
وبعد ساعات من اعتقاله، طالب ناشطون ومقربون من القيادي بالإفراج عنه والسماح له بإكمال طريقه للحج، أو العودة إلى ريف حلب، معتبرين أن اعتقاله "أمر أمني، وتغيير في سياسة تركيا تجاه الملف السوري".
واعتبر آخرون أن ما يحدث هو "عربون تقارب بين قوى أكبر، وإن كانت العملية تجري اليوم خارج الحدود".
يذكر أن "أبو العبد" قيادي سابق في "هيئة تحرير الشام" (نواة السلطة السياسية والعسكرية في سوريا الآن) انشق عنها في 2020 وبقي على خصومة معها، ونشر تسجيلات مصورة حول "انتهاكات وأخطاء وفساد".
وكان قد انضم إلى "هيئة تحرير الشام" بعد انشقاقه عن "حركة أحرار الشام" نهاية عام 2016، مع أكثر من 100 مقاتل في كتيبته "مجاهدو أشداء"، وأغلبهم من حلب. وتولى قيادة الكتلة العسكرية لحلب المدينة، ثم أصبح قائدًا إداريًا لـ"جيش عمر بن الخطاب" (تشكيل يضم قوات خاصة من "تحرير الشام").
وكانت "تحرير الشام" قد اعتقلته في أيلول 2019، وأفرجت عنه بعد أربعة أشهر، عقب نشره تسجيلًا مصورًا، عنونه بـ"كي لا تغرق السفينة"، تحدث فيه عن الفساد الإداري والمالي في "تحرير الشام"، والأخطاء الكبيرة و"القاتلة" التي ارتكبها القادة الذين يمسكون بها، بحسب تعبيره.