الخميس, 25 سبتمبر 2025 05:12 PM

إقبال على أسواق القرطاسية في دمشق مع بداية العام الدراسي الجديد وسط تفاوت في الأسعار

إقبال على أسواق القرطاسية في دمشق مع بداية العام الدراسي الجديد وسط تفاوت في الأسعار

دمشق-سانا: مع انطلاق العام الدراسي الجديد، تشهد أسواق القرطاسية في دمشق حركة شرائية نشطة، حيث يسعى الأهالي لتوفير احتياجات أبنائهم من دفاتر وحقائب وأدوات مدرسية متنوعة. وتتميز هذه الفترة بتفاوت ملحوظ في الأسعار وتنوع كبير في المعروض من المنتجات المحلية والمستوردة.

وخلال جولة لمراسل سانا في سوق الحلبوني والمحال المتخصصة في محيطه، تباين إقبال المواطنين على شراء المستلزمات الأساسية من القرطاسية. وقد أعرب العديد من الأهالي عن حاجتهم إلى أسعار مناسبة وجودة مقبولة تتناسب مع إمكانياتهم المادية والظروف الاقتصادية الراهنة.

الطلب على الدفاتر العادية والسلكية

أشار فارس عابدين، صاحب إحدى المكتبات، إلى أن الدفاتر العادية والسلكية هي الأكثر طلباً حالياً، موضحاً أن الأسعار تتراوح بين 2500 و9000 ليرة سورية للدفتر الواحد، حسب الحجم وعدد الصفحات. كما يزداد الطلب على الدفاتر السلكية ذات الغلاف المقوى والمزينة برسومات ملونة.

وفيما يتعلق بالحقائب المدرسية، أوضح عدنان وردة أن الخيارات المتوفرة متعددة وتلبي مختلف الأذواق، حيث يبلغ سعر الحقيبة ثلاثية القطع حوالي 200 ألف ليرة، بينما يصل سعر الحقيبة الجرارة الكبيرة المزودة بعجلات ومقبض إلى نحو 150 ألف ليرة. وتتوفر أيضاً حقائب برسومات كرتونية بسعر 90 ألف ليرة، بالإضافة إلى الحقائب القماشية بسعر 125 ألف ليرة، وحقائب "سويس" ذات الجودة العالية التي تباع بسعر 200 ألف ليرة سورية.

الشراء حسب الحاجة فقط

أوضحت المواطنة هالة درويش، أم لطفلين في المرحلة الابتدائية، أنها اختارت شراء الدفاتر العادية لانخفاض أسعارها، مضيفة: "نشتري حسب الحاجة فقط، فالأسعار مرتفعة ولا يمكن تغطية جميع الطلبات دفعة واحدة"، مشيرةً إلى أن الأسعار انخفضت عن العام الماضي، إلا أن دخل زوجها لا يسمح بتلبية كامل احتياجات طفليها المدرسية.

من جهتها، أكدت سهام صادقة، أم لثلاثة أطفال، أنها تسعى للتوفيق بين السعر والجودة عند اختيار المستلزمات الدراسية، وتابعت: "نركز حالياً على شراء الحاجيات الضرورية، والباقي نؤمنه تدريجياً"، لافتة إلى أن الوضع الاقتصادي يفرض على الأهالي البحث عن خيارات أكثر عملية، معتبرة أن التخفيضات والعروض المؤقتة تسهم، ولو جزئياً، في تخفيف العبء عن الأسر.

عوامل متشابكة متعلقة بالعرض والطلب

أوضح نائب رئيس مجلس إدارة جمعية العلوم الاقتصادية السورية محمد حلاق في تصريح لـ سانا أن حركة الأسعار في السوق المحلية تخضع لعوامل متشابكة تتعلق بالعرض والطلب وسعر الصرف وطبيعة السلع، مشيراً إلى أن بعض المواد المستوردة ارتفعت أسعارها نتيجة تقلبات سعر الصرف الذي زاد بنحو 15 بالمئة خلال الشهرين الماضيين، أو بسبب ارتفاع أسعار بلد المنشأ.

في المقابل، بقيت أسعار المواد الغذائية الأساسية مستقرة نسبياً، نتيجة وفرة البضائع وضعف القدرة الشرائية، ما حدّ من إمكانية ارتفاعها بالوتيرة نفسها.

انخفاض 40 بالمئة عن العام الماضي

أشار حلاق إلى أن انخفاض أسعار القرطاسية هذا العام بنسبة تتراوح بين 30 و40 بالمئة مقارنة بالعام الماضي، يعود إلى اختفاء التشوهات التي سادت السوق آنذاك، نتيجة المنصات التجارية والضغوط غير النظامية المفروضة على التجار والصناعيين، والتي رفعت التكاليف وأدت إلى اضطراب ملحوظ في حركة البيع، أما اليوم، ومع غياب هذه الممارسات، أصبحت الأسعار أكثر توازناً ومرونة.

ولفت حلاق، في الوقت نفسه، إلى تحد آخر ما زال قائماً يتمثل في التهريب، حيث تدخل بضائع دون دفع الرسوم الجمركية المستحقة، ما يخلق منافسة غير عادلة ويقصي المنتج الملتزم لصالح بدائل أقل جودة، مشدداً على أن ضمان استقرار السوق وشفافيته يتطلب معالجة هذه الاختلالات، وحماية تكافؤ الفرص، بما يعزز التوازن ويحدّ من عشوائية الأسعار.

يذكر أن أكثر من أربعة ملايين طالب وطالبة من مختلف المراحل التعليمية قد توجهوا، الأحد الماضي إلى مدارسهم إيذاناً ببدء العام الدراسي الجديد 2025 – 2026 موزعين على نحو 12 ألف مدرسة في جميع المحافظات السورية.

مشاركة المقال: