الإثنين, 30 يونيو 2025 02:57 PM

إقبال متزايد على الأعشاب الطبية في طرطوس لأغراض التجميل والعلاج

إقبال متزايد على الأعشاب الطبية في طرطوس لأغراض التجميل والعلاج

في محافظة طرطوس، لطالما اعتمد الأجداد على الأعشاب الطبية والنباتات العطرية في جوانب متعددة من حياتهم، بدءًا من العلاج وصولًا إلى التجميل وإعداد الأطعمة والمنكهات. كانت هذه الأعشاب إما متوفرة حول منازلهم في القرى أو يتم جمعها من الغابات والحقول باستخدام أساليب تقليدية متوارثة. اليوم، اكتسبت هذه الأعشاب والنباتات بعدًا تجاريًا للفلاحين والتجار والأطباء، وحتى للعاملين في مجالات الطاقة وعلم النفس، الذين يؤكدون على فوائدها واستخداماتها.

أكد تاجر أعشاب طبية وصاحب محل بزورية في طرطوس على ازدياد الطلب على هذه الأعشاب بشكل كبير، مما أدى إلى التعاقد مع فلاحين لزراعة أنواع معينة. وأشار إلى وجود منافسة قوية بين التجار لتوفير وبيع جميع الأنواع المرغوبة، خاصةً تلك التي تتميز بخصائص علاجية وتجميلية، مثل "الزركش والزعفران والميرمية واليانسون وزهرة الماسة والبابونج، إضافة إلى غبار الطلع وبذور الشيا وغيرها"، والتي تتمتع كل منها بفوائد جمة.

من جهته، أوضح أحد تجار المواد التجميلية المصنعة من الأعشاب الطبية أن التجار قاموا بتطوير استخدام هذه الأعشاب إلى مرحلة صناعية للاستفادة منها في تحسين جمال الشعر والبشرة ومنح النضارة، بالإضافة إلى استخدامها في الأمور الصحية. وأضاف أن هذا التوجه إيجابي لأنه يغني عن استخدام المواد الكيميائية ويشجع الفلاحين على زراعتها لتسهيل تسويقها. وكمثال على ذلك، ذكر مزيجًا من العسل والكرفس والثوم والبراصيا، وهو مخصص للتنحيف والتخلص من الدهون والمياه الزائدة في الجسم، ويتكون بالكامل من مواد طبيعية تم تخميرها لمدة ستة أشهر.

كما أشار إلى أن بعض هذه الأعشاب لا ينمو في الطبيعة السورية ويتم استيراده، مما يزيد من ثمنه.

السيدة إلهام محمد أكدت أنها تفضل استخدام المواد الطبيعية وشراءها بدلًا من المواد الكيميائية مجهولة المصدر، وغالبًا ما تضيف هذه الأعشاب إلى مشروباتها الساخنة لما لها من فوائد كبيرة.

وفي هذا السياق، يشتهر ريف طرطوس بزراعة العديد من هذه الأعشاب. وأشار المزارع حسن ملحم إلى أنه في السابق كانت هذه الأعشاب تنمو في القرى بشكل طبيعي دون اهتمام، ولكن اليوم توجد زراعات مخصصة لهذه الأعشاب على مساحات واسعة، إلا أنها لا تزال محدودة لأن أسعارها لا تزال منخفضة جدًا، بينما يبيعها التاجر بأضعاف مضاعفة، مثل إكليل الجبل والزعتر البري والبابونج وأوراق الغار. لذلك، يفضل المزارع البيع المباشر للزبون على البيع للتجار، باستثناء النباتات النادرة كالزعفران.

الوطن _ ربا أحمد

مشاركة المقال: