اعتداءات الميليشيات الإيرانية في دير الزور تشعل توتراً وتصعيداً بالبوكمال

شهدت بلدة السيال في منطقة البوكمال، شرقي دير الزور، تصاعداً في التوترات نتيجة تسجيل مصور يظهر قيام أفراد من ميليشيا "الفوج 47" الإيراني بتعذيب مدنيين من إحدى القبائل المحلية. ردّاً على ذلك، أقدم شبان من عشيرة "البومريح - العقيدات" على إقامة حاجز لتفتيش المارة بحثاً عن أفراد من قبيلة "المشاهدة"، وهو ما زاد من حدة التصعيد إثر انتشار الفيديو الذي يظهر تعذيب شابين من أبناء عشيرتهم على أيدي عناصر من قبيلة "المشاهدة" المنضمين للميليشيا.
تطورت الأحداث إلى تجدد الاشتباكات بين أفراد من عشيرة الحسون وعناصر من ميليشيا "الفوج 47"، خاصة بعد هجوم الميليشيا على منزل الشيخ أيمن الدندل، شيخ عشيرة الحسون. وفي مواجهة ذلك، عمد أبناء عشيرة الحسون إلى إغلاق الطرق ورفع الحواجز الترابية في محاولة لمنع وصول تعزيزات عسكرية إيرانية من الميادين إلى البوكمال.
على صعيد آخر، أظهرت محاولات لتهدئة الأوضاع، إذ أجرى القيادي الإيراني الملقب بـ "الحاج سجاد" اتصالات مع عشيرة الحسون لاحتواء الأزمة. ومع ذلك، لاقت هذه الجهود انتقادات من قبل عشائر محلية، التي اتهمت الميليشيات بمحاولة تبرئة نفسها من المسؤولية وإلقاء اللوم على النزاعات العشائرية.
تتسم الميليشيا الإيرانية "الفوج 47" بسمعة سيئة بسبب تورط عناصرها في العديد من جرائم السرقة والتجارة بالمخدرات. ووسط تصاعد التوتر، أكدت عشيرة الحسون على مطالبها المتمثلة في تسليم المتورطين ومسؤولي التجاوزات للعدالة، وتعهدت بمواصلة حراكها حتى تحقيق العدالة وضمان محاسبة المسؤولين.
في سياق متصل، أظهرت مدينة البوكمال توتراً أمنياً مع استمرار الاشتباكات المسلحة بين العشائر المحلية وعناصر "الفوج 47"، حيث قام أفراد عشائر بإحراق مقار الميليشيا، مما أسفر عن إصابات بين الجانبين. كما أفيد عن محاولة عناصر من الميليشيا سرقة منزل الشيخ أيمن دحام الدندل، حيث أدت مواجهة مباشرة إلى إصابة نجله بقنبلة يدوية.
مع تزايد الغضب الشعبي ضد الميليشيات الإيرانية، سُجلت عمليات إخلاء لمقار عسكرية وهروب عناصر باتجاه البادية، وسط دعوات من السكان المحليين لإنهاء وجود الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وقد أكدت الأحداث أهمية البوكمال كمعبر بري حيوي لإيران بين سوريا والعراق ولبنان، في ظل تصاعد الجرائم والتوترات التي ترافقت مع السيطرة الإيرانية على المنطقة.