السبت, 23 أغسطس 2025 07:16 PM

البركة الخفية: كيف نعتني بكبار السن ونقدرهم؟

البركة الخفية: كيف نعتني بكبار السن ونقدرهم؟

كبار السن يستحقون منا كل التدليل، والاسترضاء، والعاطفة، والحنان، والرفق، والرحمة، والصبر، والسهر، والتضحية، فهم أحوج إلى ذلك من أطفالنا.

الكلمات التي لم تكن تزعجهم في شبابهم وقوتهم، قد تجرحهم الآن، وتلك التي كانت تجرحهم، قد تذبحهم.

لقد فقد كبار السن الكثير من حيوية الشباب، وعافية الجسد، ورونق الشكل، ومجد المنصب، وضجيج الحياة، وصخب الدنيا.

كما فقدوا والديهم، وكثيرًا من رفقائهم، فقلوبهم جريحة، ونفوسهم تحمل الكثير من الأحزان.

لم يعودوا محور البيوت وبؤرة العائلة كما كانوا في السابق، لذا وجب الانتباه وعدم التقصير في حقهم.

قد يرقد كبار السن ولا ينامون، وقد يأكلون ولا يهضمون، وقد يضحكون ولا يفرحون، وقد يخفون دمعتهم تحت ابتسامتهم.

يؤلمهم بُعدُك عنهم، وانصرافُك من جوارهم، واشتغالُك بهاتفك في حضرتهم.

يحتاجون من يسمع لحديثهم، ويأنس لكلامهم، ويبدو سعيدًا بوجودهم.

هم أولى من الأطفال بمراعاتهم، والحنو عليهم، والإحساس بهم.

حوائجهم أبعد من طعام وشراب وملبسٍ ودواء، بل وأهم من ذلك بكثير.

يحتاجون إلى بسمةٍ في وجوههم، وكلمةٍ جميلة تطرق آذانهم، ويداً حانية تمتد لأفواههم، وعقلاً لا يضيق برؤاهم.

يعيشون بين ذكريات ماضٍ وَلَّى ويزداد بعدا، وبين آمال مستقبلٍ آتٍ وقد لا يجيء، فلا يفوتك تقدير هذا.

لديهم فراغ يحتاج عقلاء رحماء يملؤونه.

غادر بهم القطار محطة اللذة، وصاروا في صالة انتظار الرحيل ينتظرون الداعي ليلبوه.

هم قريبون من الله، ودعاؤهم أقرب للقبول، فاغتنم قبل نفاد الرصيد.

هم الأب، الأم، الجد، الجدة، العم، العمة، الخال، الخالة، وسواهم من القرابات ممن شابت شعورهم ويبست مشاعرهم.

اجعلهم يعيشون أياماً سعيدة، ولياليَ مشرقة، ويختمون كتاب حياتهم بصفحات ماتعة من البر والسعادة، حتى إذا خلا منهم المكان لا تصبح من النادمين.

هم كبار السن الآن، وسيذهبون، وعما قليل ستكون أنت هذا الكبيرَ المسنَّ؛ فانظر ما أنت صانع وما أنت زارع!

كن العِوضَ عما فقدوا، وكن الربيعَ في خريف عمرهم، وكن العُكّازَ فيما تبقى.

سلامٌ على كبارِ السن، وسلامٌ على من يراعون كبارَ السن. (اخبار سوريا الوطن 1-محمد بحري)

مشاركة المقال: