الخميس, 21 أغسطس 2025 09:00 AM

الجفاف يضرب الشدادي: ارتفاع أسعار الأعلاف يهدد مستقبل الثروة الحيوانية ومصدر رزق الآلاف

الجفاف يضرب الشدادي: ارتفاع أسعار الأعلاف يهدد مستقبل الثروة الحيوانية ومصدر رزق الآلاف

يواجه مربو الأغنام في منطقة الشدادي تحديات جمة نتيجة للجفاف الحاد وارتفاع أسعار الأعلاف، مما أدى إلى زيادة تكاليف التربية وتراجع الجدوى الاقتصادية بشكل ملحوظ. يحذر المربون من أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى انهيار قطاع الثروة الحيوانية، الذي يعتبر مصدراً أساسياً لرزق آلاف العائلات وركيزة للأمن الغذائي في المنطقة.

أوضح أحمد محمد الحمد، أحد مربي الأغنام في الشدادي لـ"سوريا 24"، أن الجفاف وما تبعه من نقص في الموارد الطبيعية قد رفع تكاليف تربية الأغنام إلى مستويات تفوق قدرة المربين. وأشار إلى أن تكلفة التربية أصبحت باهظة، ولم يعد هناك عائد يغطي هذه النفقات. فعلى سبيل المثال، وصل سعر طن الشعير الأبيض إلى 330 دولاراً، بينما تجاوز سعر الشعير الأسود البلدي 450 دولاراً. كما ارتفع سعر التبن الأبيض إلى ما بين 1600 و1700 ليرة للكيلوغرام، في حين بلغ سعر كيلو تبن العدس 3000 ليرة، وكذلك كيلو علف النخالة 3000 ليرة.

وأضاف الحمد أن أسعار الأعلاف وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، بينما ظلت أسعار الأغنام في الأسواق منخفضة للغاية، مما يجعل بيعها خسارة فادحة للمربين قد تتجاوز نصف قيمتها. وأردف قائلاً: "في السابق كنا نستطيع إخراج مواشينا إلى أراضٍ في ريف الرقة أو دير الزور أو القامشلي للاستفادة من المراعي هناك، ورغم تكاليف ذلك كنا نتمكن من تعويضها من إنتاج الحليب وأسعار الأغنام. أما هذا العام، فلم نتمكن من الخروج بسبب الظروف، ما جعل الوضع أكثر صعوبة. نحن نطالب الإدارة الذاتية بالتدخل وتقديم دعم فعلي، لأن الثروة الحيوانية في طريقها إلى الانقراض، وإذا لم يحدث ذلك سنفقد مصدر رزقنا وستتضرر آلاف العائلات، فضلاً عن أن غياب الأغنام سيؤثر سلباً على الأمن الغذائي للجميع."

من جهته، أكد خالد العزو، وهو أيضاً من مربي الأغنام في الشدادي، لـ"سوريا 24" أن المربين يواجهون أوضاعاً شديدة القسوة، موضحاً: "الجفاف وقلة الأمطار دمرت المراعي الطبيعية، ولم يعد لدينا أماكن كافية لرعي مواشينا كما في السابق. إلى جانب ذلك، ارتفعت أسعار الأعلاف بشكل كبير، وأصبح الكيلو يكلفنا أضعافاً. كثير من المربين اضطروا إلى بيع أغنامهم حتى لا يشاهدوها تموت أمام أعينهم، وأنا شخصياً بعت جزءاً كبيراً من القطيع الذي كنت أعيش منه منذ سنوات."

وحذر العزو من خطورة استمرار هذه الأزمة قائلاً: "المشكلة لا تقتصر على خسارة الأغنام، بل في فقدان مصدر الرزق الوحيد لعائلات كاملة. إذا استمر الوضع بهذا الشكل، سنواجه كارثة حقيقية في المنطقة، فالثروة الحيوانية ليست فقط مورداً للعيش، بل هي جزء أساسي من حياتنا واقتصادنا. نحن كمربين نطالب بتأمين دعم عاجل للأعلاف، لأن مستقبل هذا القطاع على المحك."

بهذا، يواجه مربو الأغنام في الشدادي معركة قاسية مع الجفاف وغلاء الأعلاف، فيما يطالبون بتدخل فوري لدعمهم وحماية ما تبقى من الثروة الحيوانية في المنطقة.

مشاركة المقال: