الثلاثاء, 9 سبتمبر 2025 03:57 PM

الحجر الأسود: الأهالي يئنون تحت وطأة انقطاع الكهرباء وتدهور الخدمات

الحجر الأسود: الأهالي يئنون تحت وطأة انقطاع الكهرباء وتدهور الخدمات

تعيش مدينة الحجر الأسود في ريف دمشق وضعًا خدميًا مزريًا، وذلك بعد سنوات من الدمار والنزوح. يعاني الأهالي العائدون إلى المدينة من انقطاع شبه دائم للتيار الكهربائي، بالإضافة إلى تدهور كبير في البنية التحتية. وتتفاقم الأزمة بسبب ضعف استجابة الجهات المحلية، وغياب الإمكانيات اللازمة لإعادة تأهيل المرافق الأساسية.

تلقت عنب بلدي العديد من الشكاوى من سكان مدينة الحجر الأسود، التابعة إداريًا لمحافظة ريف دمشق، بشأن الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي لعدة أيام، دون أي تجاوب من الجهات المعنية في المجلس المحلي.

أسبوع بلا كهرباء

يستمر انقطاع التيار الكهربائي عن مدينة الحجر الأسود منذ حوالي أسبوع، دون أي تحرك من المجلس المحلي لحل المشكلة. اشتكت ولاء العبد الله من انقطاع الكهرباء عن حي الثورة بجانب مدرسة الحجر الأسود الثالثة لأكثر من أسبوع، مؤكدة أن هذه المعاناة تتكرر باستمرار. وأضافت ولاء لعنب بلدي أنه لا يوجد مكتب طوارئ في المدينة، وأن رئيس البلدية لا يستجيب لشكاوى الأهالي.

علي عبد الفتاح، أحد سكان الحجر الأسود، أوضح لعنب بلدي أن الشبكة الهوائية للكهرباء تتعطل بشكل متكرر، وأن معظم الأهالي غير قادرين على مد خطوط أرضية من المحولات على نفقتهم الخاصة، خاصة وأن المحولات بعيدة عن منازلهم. وأشار عبد الفتاح إلى أن الكوابل الكهربائية تتعرض للسرقات بشكل متكرر، منتقدًا عدم متابعة المجلس المحلي لهذا الأمر، في ظل انعدام الخدمات داخل أحياء المدينة.

مركزا تحويل فقط في المدينة

أوضح محمد إدريس، مدير المكتب الصحفي للشركة العامة لكهرباء ريف دمشق، لعنب بلدي أن مدينة الحجر الأسود تحتاج إلى إمكانيات كبيرة لإعادة تأهيل الشبكة الكهربائية. وأشار إلى وجود مركزي تحويل فقط في الخدمة حاليًا، وأن التغذية تتم عبر مخرج الحجر الأسود من محطة تحويل "ميدان 2".

وأضاف إدريس أن هناك موافقة على تركيب محولة ثالثة، وهي مركز تحويل الحجر الأسود 54 باستطاعة 630 ك.ف.أ، لكن إدخالها للخدمة يتطلب تنفيذ شبكات توتر منخفض وكوابل وأمراس ألمنيوم، وهو ما يحتاج إلى جهد وإمكانات إضافية. وحول عدم استجابة مكتب الطوارئ لشكاوى الأهالي، أوضح إدريس أن مكتب طوارئ الحجر الأسود يتبع إداريًا لمكتب طوارئ يلدا، ويتكون من عامل واحد فقط بالإضافة إلى بعض العمال المدنيين المتطوعين. وأشار إلى أن مدينة الحجر الأسود كانت تتغذى قبل الثورة من حوالي 70 مركز تحويل، مؤكدًا أنه "ستتم متابعة الشكاوى وإصلاح العطل".

خدمات متهالكة

ذكر براء محمد بركات، رئيس بلدية الحجر الأسود، في تصريح سابق لعنب بلدي، أن عدد العوائل التي عادت إلى الحجر الأسود بعد سقوط نظام الأسد بلغ حوالي 4000 عائلة، وأن توافد العائلات مستمر بشكل يومي. وأشار إلى أن نسبة الدمار في الحجر الأسود تبلغ 70%، وأن البلدية عاجزة أمام هذا الدمار، بسبب غياب الآليات والميزانية الكافية لتحسين الخدمات، مع الاعتماد حاليًا على المجتمع المحلي لتجاوز بعض العقبات.

وأوضح بركات أن الوضع الخدمي سيئ جدًا في مدينة الحجر الأسود، واصفًا إياها بالمدينة المنكوبة. وأضاف أن عودة 4000 عائلة (حوالي 24 ألف نسمة) لا يمثل شيئًا أمام مساحة المنطقة، التي كانت تضم قبل الثورة حوالي 650 ألف نسمة. تحتاج مدينة الحجر الأسود إلى شبكة صرف صحي وإعادة تعبيد للطرق، خاصة الرئيسية منها، بعد تعرضها للقصف والتخريب. وتعمل البلدية بمساعدة المجتمع الأهلي على رصف وردم الطرقات والحفر المنتشرة، وتغطية فتحات الصرف الصحي لتجنب وقوع الأهالي فيها وتعرضهم للخطر.

وبالرغم من التعاون بين مجلس البلدية والمجتمع الأهلي، فإن نقص الآليات وعدم توفر الميزانية الكافية يقفان عائقًا أمام حل جميع المشكلات الخدمية. فالبلدية لا تملك سوى جرّار واحد وهو بلا مقطورة، وسيارة قمامة واحدة. وقد تم رفع طلبات إلى محافظة ريف دمشق لتزويدها بآليات خاصة لإزالة الركام الذي يبلغ 1.5 مليون متر مكعب، وهو قابل للزيادة عند البدء بإزالة البيوت المتهالكة.

أثبتت الدراسات التي أجراها مهندسو وحدة المياه عدم صلاحية شبكة مياه الشرب في المدينة والحاجة لاستبدالها. ورغم وجود 30 بئرًا ضمن الحجر الأسود، لا يعمل سوى بئر واحدة، وهي غير كافية لتزويد جميع الأهالي الموجودين حاليًا. وتبلغ تكلفة مد شبكة مياه جديدة دون صيانة الآبار حوالي 20 مليار ليرة سورية، بحسب بركات.

مشاركة المقال: