الإثنين, 23 يونيو 2025 12:04 AM

الحسكة: تحديات متعددة في امتحانات الصف التاسع بين اختلاف المناهج وتعدد السلطات

الحسكة: تحديات متعددة في امتحانات الصف التاسع بين اختلاف المناهج وتعدد السلطات

شهدت امتحانات شهادة التعليم الأساسي (التاسع) في محافظة الحسكة هذا العام وضعًا استثنائيًا نظرًا لتنوع المناهج التعليمية المعتمدة في مناطق المحافظة المختلفة. فقد أُجريت الامتحانات في وقت واحد في مناطق متعددة، ولكن المناهج الدراسية المستخدمة اختلفت تبعًا للسلطة الإدارية المسيطرة على كل منطقة.

في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، خضع الطلاب لامتحانات وفق منهاجين رئيسيين: منهاج قسد الذي أعدته هيئة التربية والتعليم التابعة للإدارة الذاتية، ومنهاج الحكومة السورية الذي اختاره بعض الأهالي للحفاظ على الاعتراف الرسمي بشهاداتهم من قبل الدولة السورية. وفي منطقة رأس العين، الواقعة ضمن منطقة “نبع السلام”، تكرر الأمر مع اعتماد الطلاب على منهاج المجالس المحلية بالإضافة إلى منهاج الحكومة السورية.

وقد تباينت طبيعة الأسئلة بين المناهج المختلفة بشكل ملحوظ. فامتحانات المجالس المحلية اعتمدت على نظام الأتمتة (الاختيار من متعدد)، بينما استخدمت امتحانات منهاج الحكومة السورية النظام التقليدي التحريري. وفي مناطق سيطرة قسد، كانت هناك مدارس تابعة للحكومة السورية في السابق، ولكنها أُغلقت بعد سقوط النظام، مما اضطر الطلاب للاعتماد بشكل كبير على الدروس الخصوصية، خاصة وأنهم لم يدرسوا في المدارس الحكومية سوى ثلاثة أشهر قبل إغلاقها. يذكر أن امتحانات الصف التاسع وفق منهاج قسد بدأت في 14 حزيران، أي قبل أسبوع تقريبًا من بدء امتحانات المنهاج الرسمي.

أفاد مصدر خاص من هيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية لموقع سوريا 24 بأن عدد الطلاب الذين تقدموا لامتحانات الصف التاسع والأحرار على منهاج قسد بلغ 454 طالبًا وطالبة، موزعين على 5 مراكز امتحانية في مدينتي الحسكة والقامشلي. وفي المقابل، ذكر مصدر من اللجنة المشرفة على الامتحانات من قبل وزارة التربية أن عدد الطلاب الذين تقدموا لامتحانات الصف التاسع وفق منهاج الحكومة السورية بلغ 26,445 طالبًا وطالبة، موزعين على 20 مركزًا امتحانيًا. وفي منطقة رأس العين، أوضح مدير التربية التابع للمجلس المحلي في المدينة لـ سوريا 24 أن عدد الطلاب في المنطقة بلغ 1,409 طالبًا وطالبة، منهم 1,400 تقدموا للامتحان وفق منهاج المجالس المحلية و9 فقط وفق منهاج الحكومة السورية، موزعين على ثلاثة مراكز امتحانية. وأشار إلى أن من بينهم 989 طالبًا حرًا و420 طالبًا نظاميًا.

على الرغم من تنوع المناهج والجهات المشرفة على التعليم، فقد سارت امتحانات الصف التاسع بشكل منظم وهادئ نسبيًا. وأعرب العديد من أولياء الأمور عن أملهم في أن تساهم الامتحانات في تحسين فرص أبنائهم لمواصلة تعليمهم بغض النظر عن اختلاف المناهج. يعكس هذا المشهد تعقيد العملية التعليمية في محافظة الحسكة والمناطق المحيطة بها، حيث تتداخل الاعتبارات السياسية والعسكرية والإدارية مع تطلعات الأهالي لتحقيق مستقبل تعليمي آمن لأبنائهم، متمنين استمرار العملية الامتحانية بروح من المسؤولية والجدية حتى نهاية الموسم.

مشاركة المقال: